|


وحيد بغدادي
أسمر عبر.. مثل القمر.. عالي سماء
2016-10-05
صيحات فجروها يهتفون هنا.. أخضرنا حضر بكبرياء كبير.. ما لبث وعاد تدريجياً.. بكل البدايات وبجميع حروف الهجاء وشتى المعاني نريد أن نشخص حالة عشقنا لمنتخبنا في الجوهرة يوم غد الخميس.. نعم هكذا نتخيل المشهد وهكذا يجب أن تكون الرواية.. جمهورنا يهتف بكل معاني العشق والحب والانتماء.. ستون ألف متفرج بدون توقف وبلا كلل أو ملل يهزون جنبات وأركان الملعب وهذا ما نريده تحديداً (علينا الحضور وعليهم العبور) وعلى كلمات أغنية (أسمر عبر) نأمل أن يكون (عالي سماء).. نعم.. لم يقدم أخضرنا تلك المستويات المبهرة لجيل الثمانينات والتسعينات.. في مونديال أمريكا 94 كانت البدايات التي سطرنا فيها أقوى الملاحم.. وكررنا التأهل بفرنسا 98 وإن كان المستوى أقل من التطلعات إلا أن تكرار التأهل بحد ذاته إنجاز.. وفي كوريا واليابان 2002 عدنا من جديد وكانت الثالثة ثابتة ولكن بنتائج مخجلة وخسائر محزنة غبنا بعدها كثيراً عن جميع المحافل الدولية والعالمية ولم نحقق أي إنجاز يذكر باستثناء وصافة كأس أمم آسيا 2007 أمام العراق.. تدريجياً بدأ الأخضر يعود ويتعافى وإن كانت المستويات أقل من الطموحات ولكن الأهم في هذه المرحلة هو حصد النقاط تليها النقاط.
تعتبر نقاط الكانغرو الأسترالي منعطفاً هاماً حيث إنها مباراة الست نقاط وسيمنحنا الفوز الانفراد بالصدارة وبتسع نقاط كاملة تجعلنا ندخل لقاء الإمارات بمعنويات مرتفعة ونفسيات أكثر أريحية.. وحتى لو فاز المنتخب الإماراتي والياباني فسيتساوى الجميع بنقاطهم الست وتبقى الصدارة خضراء.. الحقيقة التي يجب ألا نغفلها إن المنتخب الأسترالي قوي جداً ويتفوق علينا كثيراً ولكن لو تم استغلال عاملي الأرض والجمهور بشكل إيجابي لن نخسر اللقاء (إن شاء الله).. وتبقى أرضية الملعب السيئة التي شكونا منها كثيراً هي عامل من عوامل الفوز، حيث إن جميع لاعبينا سبق أن لعبوا عليها لذا فإنها لن تشكل أمامهم أي عائق.. بينما ستكون سوء التهوية ونقص الأوكسجين بالملعب من أهم الضغوطات على لاعبي المنتخب الأسترالي الذين ستتناقص لياقتهم بسبب هذا العامل لعدم اعتيادهم على الحرارة الشديدة والرطوبة المرتفعة ونقص التهوية بهذا الشكل.. ولذا يجب أن يسعى مدرب الأخضر على تجهيز لاعبيه على خطف هدف مبكر يربك حسابات الأستراليين ويدفعهم للاندفاع لتعديل النتيجة وبالتالي ستنكشف المساحات الخلفية في مناطق الدفاع وتتاح أمامنا فرص لخطف هدف ثان.. مع ضرورة الحذر دفاعياً وعدم ارتكاب الأخطاء على حدود منطقة الجزاء منعاً من استقبال أي هدف بالكرات الثابتة.
وبالتأكيد ستكون هي ذات العوامل التي تجعلني اتفاءل كثيراً بتحقيق النقاط كاملة أمام الأبيض الإماراتي الشقيق الذي يتميز بعناصر شابة متناغمة منذ سنوات.. ورغم قوته إلا أننا تغلبنا عليه في التصفيات التمهيدية وخطفنا التعادل كذلك من أرض الإمارات.. المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. نحتاج فقط للتركيز والتجهيز النفسي واستغلال جميع العوامل المتاحة لخطف النقاط التي فيما لو تحققت فإنني أجزم بتأهلنا لروسيا 2018 بنسبة 80%.. سبق أن تفاءلت بتأهل أخضرنا كأول للمجموعة أو ثاني.. وخالفني الكثيرون ولكنني لازلت أشعر بالتفاؤل.. وكما قيل (تفاءلوا بالخير تجدوه).. وبغض النظر عن نتائج مباراتي الجولتين الثالثة والرابعة إلا أن التركيز مطلب مهم وعدم القسوة على المنتخب حتى تتضح الرؤية بعد الجولة السادسة على أقل تقدير.. ويجب أن تشهد الجوهرة أعلى حضور جماهيري في تاريخ الأخضر في مباراة الإمارات كذلك حتى لو كانت نتيجة لقاء أستراليا سلبية، لأن الخسارة إن حدثت ليست نهاية المطاف وهي أمر وارد في عالم كرة القدم ولكن التعويض مطلب مهم لمواصلة المشوار.. ومعاك يا الأخضر.