|


عبدالله الحمد
بين بقاء المدرب والإقالة .. هزيمة‬
2016-10-13
‪لا تزال كرتنا العربية عامة والسعودية خاصة تعاني من انتشار سريع لداء إقالة المدرب بشكل سريع، لحد هذه اللحظة لم نعبر كثيرا من مشوار دوري جميل الطويل جدا، وقد رأينا عدة أندية أقالت مدربيها، وكأن الموضوع مبادرة حسنة لمن يبدأها أولاً، المدرب منذ عدة مواسم شماعة الإخفاق والأداة المخدرة التي تملكها الإدارة لتهدئة الجماهير، ولم نرَ محاولات جادة من الأندية لتجنب هذا الإخفاق إلا باستثناء ناد أو اثنين، الخطأ في الاختيار مرة واثنتين وثلاث قد يتقبله الجمهور لكن وضع سوء اختيار المدرب عذر سنوي لا يتغير هذا هو الفشل الإداري.
المدرب والإداري واللاعبون، هذه الثلاثة عناصر تحاسب جميعها بنفس طريقة الحساب، فكل ضلع في هذا المثلث الرئيس مكمل لعمل الآخر، فلن تجد مدربا ناجحا بلا إداري جيد ولاعبين متمكنين ومنضبطين، بعد هذا تأتي معادلة الاستقرار والأجواء الصحية في النادي التي هي من صنع إدارة النادي، سياسة اختيار المدرب عند جل أنديتنا خاطئة، كثير من الأندية تعتمد على رأي السماسرة ولعبة الحظ باختيار المدرب، من غير متابعة لتاريخه وطريقة لعبه المفضلة إذا كانت مناسبة للفريق أو لا، والأهم من هذا عدم وضوح أهداف كل فريق وإلى أين يريد أن يصل خلال مدة زمنية معينة وسياسة التطور المتخذة، وضع أهداف قصيرة الأمد وسريعة النتائج في حال نجحت لعام لن تفلح في العام الذي يليه، (العصفور يبني عشه قشة قشة)، سياسة التدرج في البناء معدومة الوجود في محيطنا الكروي، ولا يكتمل نجاح البناء التدريجي للفريق إلا بالاستقرار على مدرب، متى ما تم وضع معايير أساسية وواضحة من إدارات الأندية لاختيار المدربين وتوقيع عقود لثلاثة أعوام والمضي في سياسة بناء تدريجية للصعود بالفريق، حينئذ سوف نرى فرقاً تلعب "برتم" ثابت على مدار موسم كامل، وبداية لاستئصال ورم العشوائية في دائرتنا الكروية.