|


د.تركي العواد
كريستيانو وسالم الدوسري
2017-01-05

تابعت فيلما وثائقيا عن رونالدو.. أعجبني أنه يريد دائما أن يكون أفضل مما هو عليه.. لديه محرك داخلي يجعله في حالة بحث دؤوب عن تحسين ادائه وتقديم أقصى ما يمكن وليس أقل ما يمكن.. تحدث أحد زملائه عندما كان عمره 12 سنة وقال إنه كان مختلفا عن بقية الأولاد لأنه يحاول بصبر وتفان أن يفعل المستحيل ولا يكتفي أبدا بما حقق، لذلك تطور وأصبح أفضل لاعب في العالم. 

 

ما يملكه رونالدو هو بالضبط ما يفتقده اللاعب السعودي.. فمشكلة اللاعب السعودي أنه يرضى بالحد الأدنى ولا يضغط على نفسه للحصول على أقصى ما يستطيع لفريقه ولنفسه.. فاللاعب السعودي لا يستخدم إلا القليل من قدرته.. لذلك تستمر عيوبه يحملها معه عاما بعد عام دون تطور أو تغير.. بل على العكس نجد لاعبين كانت بدايتهم أفضل من مستواهم اليوم لأنهم لم يتوقفوا عن التطور فقط بل تراجعوا واختفوا.. قصر عمر اللاعب السعودي في الملاعب له علاقة بأنه قليل الطموح ولا يجلس مع نفسه بصدق من أجل تطوير مستواه والتغلب على المشاكل والعيوب والثقوب التي تؤثر على أدائه وشخصيته في الملعب. 

 

هناك عدد كبير من اللاعبين السعوديين الذين يمكن أن يكونوا أفضل مما هم عليه اليوم بمراحل.. هم فقط بحاجة للتغلب على عيوبهم أو على الأقل تقليل تأثيرها على أدائهم. 

 

سالم الدوسري مثل رائع لما أتحدث عنه.. لاعب رائع وموهوب.. منذ ظهوره تألق بشكل لافت، وجعلنا نحلم بلاعب يقود الكرة السعودية لسنوات.. ولكن مستواه اليوم أقل من مستواه عندما بدأ مع الهلال.. والسبب واضح إن سالم بقي على حاله.. بقي يحتفظ بالكرة أكثر من اللازم.. بقي لا يرفع رأسه إلا في حالات قليلة ونادرة.. بقي راضيا عن مستواه ولا يملك الرغبة الداخلية للتطور والتحول من مجرد لاعب إلى نجم وهذه النقطة بالنسبة لي الأكثر تأثيرا على مستواه فقلة الطموح والرضا الكامل عن النفس جعلا سالم لا يتضايق حتى عندما يكون في الاحتياط.. اللاعب الذي لا يضايقه الاحتياط هو لاعب ميت فنيا.. اللاعب الذي لا يفكر إلا في راتبه آخر الشهر هو عالة على كرة القدم. 

 

لدينا أكثر من رونالدو في الكرة السعودية ولكنهم يذبلون بسرعة فقط لأنهم لا يملكون الوعي الكافي لتطوير مستواهم ولأنهم استكانوا ورضوا بمستواهم وانشغلوا بأمور ليست لها علاقة بكرة القدم.. لو كان رونالدو سعوديا لبقي على عيوب مرحلة الناشئين.