اختفى العويس.. قفل جواله.. سافر للخارج.. طلع للبر.. وقع.. لم يوقع.. فيلم أكشن مثير.. كل دقيقة حدث جديد ولكن النهاية كانت متوقعة.. ظهر العويس أخيراً في جدة.. رسمياً رقم 33 أصبح أخضر.. الأهلي اليوم أقرب من أي وقت مضى للحفاظ على لقبه.. فالعويس الحارس الأفضل منذ اعتزال الدعيع.. صحتين على قلوب الأهلاويين.. ننتظر بفارغ الصبر مباراة الانتقام وتيفو المجانين.

ستغير قضية العويس طريقة تفكير الأندية.. ستجعل كل الأندية تتعامل مع اللاعبين بشكل جديد.. من يريد الرحيل سيرحل حتى لو تمسك به ناديه.. فالأفضل أن يرحل دون ضجيج.   

أعجبني الهلال عندما خرج من القضية.. ترك كل الأطراف تتصارع.. ترك كل الأطراف تتقاذف التهم والبيانات.. لم يجعل نفسه جزءاً من القضية.. لم يلعب دور الضحية.. لم يصدر بياناً ولا شجب ولا استنكر.. ليس ضعفاً ولكنها طبيعة الكبار.. أصبحوا كباراً، لأنهم لا يصغرون أنفسهم.. الهلال لا يجيد التذمر والأعذار.. هذا هو الحال.. فلا تتضايقوا.. ولا تحزنوا.. ولا تغضبوا على الإدارة.. فالهلال لا يحب الخروج عن النص؛ لأن لديه اسماً يحميه.. فالطرق الملتوية لا تليق بالهلال.. الصراع على لاعب أو بطولة لا يخرج الهلال عن وقاره ولا يجعله يتصرف دون حساب.. لذلك اكتسب سمعة خارجية حولت النادي إلى ماركة وبراند.. الهلال يملك شخصية لها سمات وخصائص ثابتة تتحكم في سلوكه وتصرفاته.. فلا يمكن أن يخسر شخصيته فقط لكي يكسب قضية.   

سيخسر الهلال مزيداً من اللاعبين.. فالمستقبل يخبئ المزيد.. فقد خسر الجبرين بالطريقة نفسها قبل عامين.. وسيخسر لاعباً آخر بعد عام وكل عام.. لا يهم.. المهم ألا يخسر نفسه.. لا يوجد هلالي واحد سيرضى عن الإدارة لو أخفت العويس عن أعين الناس أجمعين.. لن يرضى هلالي واحد لو قامت الإدارة بإهدائه بينتلي أو طيارة.. فليست من شيم الهلال.. أتمنى أن يبقى الهلال نبيلاً راقياً يملك أخلاقيات الفارس، فهذا سر جاذبية الهلال.. والله لا يغير الحال.