|


محمد الناصر
تصريح سامي!
2017-02-21

ذكر الكوتش سامي الجابر في المؤتمر الصحفي، بعد خسارة الشباب أمام الاتحاد، أن هناك عقوبة إلهية تطارد الفريق وتحرمه من التسجيل والتفوق، واستشهد بكمِّ الفرص التي ضاعت أمام المرمى، والجزائية التي أهدرها بن يطو.

 

وقد لقي هذا التصريح الكثير من التهكم في الوسط الرياضي، بين من اتهم سامي بأنه يضلل الرأي العام عن مستوى فريقه وطريقة لعبه، وبين من يعتقد أن مثل هذه التصاريح التي تخرج عن النص، الهدف منها سحب الضغط من على لاعبي فريقه وتشتيت المتابع عن أدائه وانشغاله بتوافه أقل أهمية.

 

ولكن لا أحد تكلم عن (حقيقة) واقعة وواقع ملموس لدى جل أنديتنا التي تتنافس على دفع الأعلى لنجومها، وتتفنن في الهدر المالي على تعاقدات فاشلة وشروط جزائية ومعسكرات بلا جدوى، في الوقت الذي تماطل عمال النادي وموظفيه ومنسوبيه، من منهم بعيد عن الضوء ويعملون أضعاف ما يعمل اللاعب المحترف أو الأجنبي المستقطب.

 

التفتوا لهؤلاء، فأغلبهم هذا مصدر دخله الوحيد، وفيهم من لديه عائلة وأطفال والتزامات أخرى، ومع ذلك دائمًا هم الفئة الأقل اهتمامًا من اللاعب الذي يوازي راتبه الشهري رواتب هؤلاء الموظفين مجتمعين لعدة أشهر.

 

وعلى منسوبي الأندية أن يتقوا الله ويعطوا هؤلاء الأجراء أجورهم، فربما دعوة واحدة من أحدهم تدهور النادي إن لم تتخط ذلك وتلحق الضرر بكل شخص له علاقة بهذه الرواتب، ابتداءً بأعضاء مجالس الإدارات وانتهاءً برؤساء الأندية.

 

فلا بد للاتحاد الجديد أن يلتفت لمثل هؤلاء الذين يعانون دون أن يلتفت لقضيتهم أحد، أو تشترط إحدى اللجان سداد رواتبهم من أجل تسجيل لاعبين أو إبرام صفقات.

 

فهم ومعاناتهم في الظل بلا نصير يدعم، ولا إعلام يتابع، ولو دخلنا دهاليز مقرات الأندية لرأينا وسمعنا من القصص والمعاناة الشيء الذي يشيب له الرأس ويجعلك بعيدًا عن ميول أو حتى تربص، تنادي بإنصافهم وإعطائهم حقوقهم.

 

توزع حولهم المكافآت وتتناثر بينهم الهبات وتنتشر الأعطيات وتتابع المسَيرات، وهم فقط يتابعون وهم صامتون، ومن حقوقهم المستحقة محرومون.

 

أعطوهم رواتبهم واصرفوا لهم مستحقاتهم، وسترون فرجًا كبيرًا يعقب ذلك للنادي وتوفيقًا لمسؤوليه، وكم من إخفاق كان خلفه دعوة، وتعثر كان وراءه دمعة.

 

اتقوا الله وبهم ابدؤوا.