|


حمد الراشد
كلاسيكو.. تحديد المصير
2017-03-04

 

يخطئ الاتحاديون كثيرًا إذا اقتحموا أسوار كلاسيكو الحسم وتحديد المصير غدًا، فوق صهوة الثقة والتفاؤل والإحساس بسهولة عبور الزعيم اعتمادًا على عدة مؤثرات.. كإقامة المباراة في عرين النمور وأمام جماهيره العاشقة.. وأيًّا كانت مبررات التفاؤل.. فالواقع غير ذلك.. وليس هذا تحاملاً على الاتحاد وجماهيره.. فالاتحاد لم يتذوق طعم الخسارة المر هذا الموسم إلا على أرضه وأمام جماهيره.. بينما لقاءاته خارج ملعبه جميعها انتهت بالفوز.. وهذا سبب كافٍ لعدم الركون إلى جغرافية الكلاسيكو.. فالأرض لا تلعب مع أصحابها دائمًا.. هذا أولاً وثانيًا.. الاعتقاد بتفوق العميد على الزعيم وحكاية (أكلناهم رايح جاي).. الفوز ذهابًا وإيابًا الموسم الماضي، والفوز ذهابًا هذا الموسم.. هذه النتائج ليست مقياسًا.. وليست عنوانًا للعقدة والسيطرة وعلو الكعب، فلكل مباراة ظروفها.. ولكل مواجهة حساباتها.

 

فضلاً عن ظروف الكلاسيكو هذه المرة.. فالزعيم ومنذ المواسم الأخيرة لم يكن قريبًا من اللقب كما هو الحال هذا الموسم.. فهو يتقدم على أقرب منافسيه بـ6 نقاط. وإذا خاض مواجهاته القادمة خاصة أمام العميد والملكي والعالمي بذكاء ودهاء، يمكن أن يحصد اللقب.. على سبيل المثال.. لا يضير الزعيم تعادله مع العميد غدًا.. فهو يحافظ على فرصته ويبقى على الفارق النقطي مع أشرس منافسيه.. بينما الاتحاد إذا تعادل يفقد آخر بارقة أمل.. المواجهة مواجهة عقول وأفكار وخطط.. من يحسبها (صح) سيعانق الفرح ويحصد أغلى ثلاث نقاط.

 

والآن دعونا نتسلل إلى عمق المواجهة ونفتح ملفها الفني الغامض.. ما مقومات فوز الاتحاد؟ إعداد نفسي ومعنوي متوازن.. يرتكز على عدم الركون للنتائج السابقة واستعادة روح الاتحاد بكل عنفوانها.. استمرار حالة التوهج التي ظهر بها فواز في لقائي التعاون والشباب.. فواز كان أكثر من نصف الفريق.. إذا حافظ على توهجه وتألقه قد يكون سببًا رئيسيًّا في تحقيق الفوز.. تخلص الأنصاري من بعض عيوبه.. الاحتفاظ بالكرة والبطء في التمرير.. والتي سببت حرجًا كبيرًا لفريقه في المباريات الأخيرة.. بعد أن تنبه المدربون لطريقة لعبه.. فأصبح يتم الضغط عليه بلاعبين في وقت واحد واستخلاص الكرة منه وبدء هجمة مرتدة.. حدث هذا أمام الشباب، والتعاون والأهلي.. على الأنصاري ألا يكرر أخطاءه غدًا أمام الزعيم.. استمرار توهج بيلانويفا وفهد المولد.. فهما رمانة الميزان الأول في صناعة اللعب والثاني في صناعة الهجمات الخطرة وترجمتها إلى أهداف.. كهربا لا يحتاج إلى توجيه.. فهو يؤدي دوره كما يجب، فقط يحتاج إلى استثمار أمثل لفرص التسجيل.. عكايشي كما ظهر أمام الشباب يجب أن يلعب في كل مراكز الهجوم في العمق وعلى الأطراف، وعدم الاستسلام للرقابة الفردية من أسامة والحافظ.. وأن يعود لمنطقة الوسط عندما يستحوذ الهلال على الكرة لمساندة زملائه.. في الجانب الدفاعي يبقى دفاع الاتحاد الذي يتفنن في ارتكاب الأخطاء القاتلة.. إذا استمر كما شاهدناه في معظم الجولات الماضية.. فربما يكون سببًا في توديع الاتحاد المنافسة على اللقب نهائيًّا.. والمطلوب التركيز الذهني وتفادي ارتكاب الأخطاء على أطراف منطقة الـ18 لوجود إدواردو المتخصص.

 

على الجانب الآخر يستطيع الزعيم قلب الطاولة في وجه العميد إذا لعب على أخطاء مدافعي الاتحاد.. وعرف كيف يستثمرها خاصة نقطة الضعف القاتلة ((الجهة اليمنى)).. وإذا فرض شخصيته وسيطرته على حزام الوسط.. ولعب بتوازن.. دون اندفاع خاصة البريك والشهراني.. فالاندفاع الهجومي المبالغ فيه يعرض خطوط الفريق الخلفية للخطر في ظل سرعة المولد وكهربا.. وأخيرًا.. إذا تنبه معيوف لأخطائه القاتلة.. في عدم خروجه من مرماه.. وبرودته أحيانًا.. وكما لدى الزعيم نقاط قوة ونقاط ضعف، كذلك العميد.. الكرة في الملعب واللقب في الميدان.. وكل فصول الإثارة حاضرة وبقوة.. عشرات الألوف في الجوهرة والملايين خلف الشاشة على موعد مع أقوى وأصعب وأهم كلاسيكو هذا الموسم.. فوز الاتحاد فقط ولا شيء غير ذلك، يعزز آماله ويرسخ خطواته ويرفع حظوظه وينعش آمال النصر والأهلي.. وفوز الهلال يسدل الستار على آخر فصول الرواية، ويقترب كثيرًا من تحقيق اللقب المتمرد.. 

 

 

نقاط تحت الحروف 

 

ـ نتمنى أن يكون حكم الكلاسيكو المليوني في الموعد.. منصفًا وحاضرًا بعيدًا عن الأخطاء الكوارثية. 

 

ـ كلاسيكو الأحد.. كلاسيكو النجوم الكبار.. المولد ـ كهربا ـ نويفا ـ نواف ـ الفرج ـ خربين. 

 

ـ فواز ومعيوف.. ستكون لهما كلمة الفصل في أنشودة الفرح أو في ترنيمة الحزن. 

 

ـ كل التوفيق للعملاقين العميد والزعيم في لقاء السحاب غدًا.