|


محمد الناصر
كونوا أقوياء.. فالضعف مفتاح الفشل!
2017-03-07

الإدارة الذكية هي التي تستثمر حتى عقباتها وأزماتها لتحولها لفرص وتصنع منها مصعدًا سريعًا للنجاح.

 

مجلس إدارة الاتحاد السعودي الجديد، ما إن حسم الانتخابات وبدأ مهامه وزاول أعماله حتى تقاطرت عليه بعض القضايا للأندية واللاعبين بشكل لم يكن بحسبانه ولم يتوقعه.

 

فعقوبات الفيفا بدأت تصل تباعًا ولِجُلِّ أنديتنا، ثم أعقبتها عودة قضية إلتون للسطح بعد أن تعاقد معه القادسية واشتعلت مشكلة العويس بعد أن دخل الفترة المحرمة، ووقع للأهلي بعد قصة الاختفاء الشهيرة، ثم جاءت ثالثة الأثافي وهي توقيع عوض خميس عقدين: أولهما للهلال ثم للنصر في غضون أقل من أسبوعين.

 

وكل ذلك كان بمثابة اختبارات متتالية وعقبات متوالية وفرص نجاح كانت في متناول اليد لو أحسن استثمارها.

 

ففي الوقت الذي توقعت الجماهير الرياضية أن يستفيد الاتحاد الحالي من تردد سابقه وإضعاف نفسه بنفسه بتعليق الأمور والتأخر في حسم القضايا، والتردد في إصدار العقوبات؛ ما جعله في موقف ضعيف طيلة فترته للدرجة التي جعلت الأندية أقوى منه.

 

فكان الجميع ينتظر قرارات حاسمة بالقضايا أعلاه، حيث تدرس القضية وتطبق اللوائح ويعاقب المخطئ، أيا كان حجمه دون النظر لأي أبعاد أخرى؛ فاللجان القضائية لم يرض عنها (الجميع) يومًا، إذ لا بد من رادع لمن تجاوز النظام وتحايل على القانون.

 

إلا أن اتحاد عزت عاد لذات الدائرة المفرغة التي كان يدور فيها اتحاد عيد؛ فشكل لجانًا وتعذر بالمنتخب وأطال المدة وتردد في اتخاذ القرارات، وكل ذلك يضعف هيبته ويجرئ الأندية على استمرار التلاعب وثقافة دق خشوم ولوي ذراع الاتحاد كل مرة بمساعدة أعلامها وضغوط جماهيرها.

 

ولو أن الاتحاد طبق اللوائح وأصدر القرارات وحسم المواضيع لكان ذلك بمثابة إنهاء مثل هذه المظاهر في الخروج عن النص، ولترددت الأندية مئة مرة قبل أن تفكر بالتجاوز والتحايل على النظام.

 

لكنه للأسف انشغل بالتراشق الإعلامي مع الاتحاد السابق وذهب لاتهامه ونشر غسيله في سابقة لم تكن متوقعة من اتحاد احترافي يسعى لبدء بناء عصر ذهبي، وكان الأولى به إنهاء مثل هذه الملفات بالاجتماع مع من سلف داخل أروقة الاتحاد، ولاسيما الحديث كان عن عبث مالي وهدر غير مبرر، وهي أمور بالغة الحساسية، ومن المحرم أخلاقيًا طرحها ما لم تكن هناك قرائن قوية وأدلة قاطعة.

 

ومع ذلك فلازالت الفرصة مواتية والكرة في ملعب الاتحاد ليكن أكثر حزمًا وجرأة وعدلاً، وإلا فهو بقدميه يسير لذات المربع الذي كان به سلفه، وسيسلم الأندية الجماهيرية طوعًا زمام القيادة للمشهد وصناعة الحدث.