|


د.تركي العواد
اشتاق الدوري للهلال
2017-03-09

لا شك أن الدوري يعشق الهلال، فقد رافقه ثلاثة عشر عامًا.. ولكن الفراق طال.. لا يستطيع الصبر أكثر، فقد تأخر عليه الهلال.. اليوم تعود الأمور لطبيعتها ويعود الهلال.

 

ستبقى مباراة الكلاسيكو في ذاكرتنا طويلاً.. ستبقى لأنها مختلفة.. عرفنا أنها ملتهبة قبل أن تبدأ.. لا أستغرب كل ما حصل، فكل فريق يقاتل من أجل التاريخ.. لن أتحدث عن فرحة نواف ولا هدف إدواردو ولا عن طرد المولد ولا تصرفات عدنان، ولا حتى عن جمهور الاتحاد.. تجاوزات كثيرة حدثت ولكنها جزء من طبيعة كرة القدم.. لا تكبروا المواضيع وتجعلونها نهاية العالم.. فشغف اللعبة يحركنا.. دون ذلك الشغف لم يكن للمباراة قيمة.. لم يكن للدوري معنى.. يحركنا الحب فنتصرف دون تفكير.. إنها طبيعة كرة القدم.. مجنونة وتحب الجنون.

 

سأتحدث عما أعجبني وأترك العيوب لمحبي العيوب.. أعجبتني روح الهلال.. فقد فاز بالروح والقتالية، بعد أن اعتقدنا أن روح الهلال ذهبت مع الريح.. عندما تجتمع الروح مع المهارة فلا أحد يستطيع إيقاف الفريق.

 

أعجبني هدوء نواف العابد وهو يسدد البنلتي.. كان الملعب ملتهبًا.. مكهربًا.. أما هو فقد وضع أعصابه في ثلاجة.. سدد كأنه في تمرين.. لا أتذكر لاعبًا بشجاعة نواف.. بنلتيات آخر الدقائق قدرة.. وفي كل مرة يثبت أن قلبه من حديد. 

 

أعجبني تصريح الأمير نواف بن سعد بعد المباراة.. خريج قسم الإعلام.. كان أستاذًا للإعلام.. لم يصعد.. لم يتهم أحدًا.. بل كان رزينًا.. قدم التقدير والاحترام لجمهور الاتحاد.. كان بإمكانه مع زحمة الأحداث وحرارة اللقاء أن ينفعل ويهاجم الجميع.. ولكن نواف أثبت أنه رجل متزن.. سيذهب الهلال بعيدًا مع الرئيس الحكيم. 

 

إدواردو نجم اللقاء بلا منازع.. لعب مباراة العمر.. لم يكن جيدًا هذا الموسم، ولكنه ظهر في الوقت المناسب.. أحب النجم الذي يتألق في المباريات الحاسمة. 

 

لم تنته الأمور بعد.. تبقت ست جولات.. كل شيء ممكن في كرة القدم.. ألم أقل لكم إنها مجنونة ولا تؤتمن.. سيخسر الهلال إذا ظن أن البطولة انتهت.. الليلة مباراة حاسمة ستقرب الهلال خطوة واسعة، بعد أن أصبح الدوري على بعد خطوات.