|


محمد الناصر
(قبل أن يجف عرقه لا بعد أن يوارى قبره)!
2017-04-11

في ظل هذا الصخب في أروقة أنديتنا والحديث عن شكاوى فيفا ومطالبات محترفينا الأجانب والمحليين والشكاوى في فض المنازعات ومثلها في ساحات المحاكم لشيكات بلا رصيد أو إخلال بأوقات الدفعات وخلافات مالية ونزاعات قضائية سببها الكاش، هناك فئة صامتة وهي للمال أكثر حاجة قتلها الانتظار وهي بالمال أحق.


مصدرهم الوحيد للدخل راتب معلق ومتأخرات يمر عليها الشهران والستة وربما السنة ولم يمنح منها جزءاً يسيراً ولا فتاتاً يكفيه وعائلته ما يسد رمقهم ويقضي حاجتهم.


في الأسبوع الماضي تداول الجمهور الرياضي قصة العامل السوداني حسين إبراهيم ـ رحمه الله ـ سائق حافلة نادي النصر الذي وافاه الأجل وله مستحقات تفوق السنتين من رواتب شهرية ثم قيام رئيس النصر بالأمر على من يلزم بصرف جميع متأخراته المالية الأمر الذي لاقى شكر وامتنان بعض الإعلام الرياضي الذي راح يشيد بهذه الخطوة ويشكر رئيس النصر عليها وكأن صرف (المتأخرات) منة يمن بها رئيس نادٍ على عامل بسيط لا يكاد راتبه الشهري يكفي حاجته ولو صرف في وقته فكيف به وهو يتأخر لمدة تزيد عن العامين وكأنه خلال هذه الفترة يعمل بالمجان في الوقت الذي تبعثر يمينه ويساره ملايين الدولارات على أشباه لاعبين وصفقات أشبه بالصفعات ومتى ما طالب هو بحقه وعرق جبينه قوبل بالتجاهل والتسويف.


إني أستغرب تماماً كل هذا الثناء الذي رافق صرف (المتأخرات) والذي في الغالب يحدث في كل نادٍ من أنديتنا عندما تتذكر عامليها بعد طول نسيان وفترة غياب وترمي عليهم جزءاً يسيراً لا يكاد يغطي أساسياتهم من متأخرات فاقت السنة فيبدأ الجميع يشكر ويثني على الإدارة وعلى أعضاء الشرف وعلى غيرهم وكأنهم تفضلوا بذلك بينما الأولى أن يعاتبوا على تأخرهم ولا يشكرون على واجبهم.


وفي الوصية النبوية (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) وليس بعد أن (يوارى قبره) كما في قصة حسين غفر الله له وألهم ذويه الصبر والسلوان.


وفي الأزمة المالية التي تعصف بنادي الشباب هناك عاملون ومدربزن فاق انتظارهم السنتين وتخيل أنك خلال هذه الفترة تعمل وتطالب بالحضور وتحاسب على التقصير وأنت لا تستلم حقك الشهري المتفق عليه ولا تعلم متى يحن عليك مسيرو النادي ويمنحونك إياه كمنة منهم وفضل لهم.


فإن كان هناك من يستحق الشكر في أنديتنا فهم قطعاً ليسوا من يستلمون رواتبهم بانتظام ويقبضون مقابل ما يبذلون بلا تأخر أو تسويف بل هم الفئة الصامتة داخل أنديتنا التي لا تأخذ حتى حقها الشهري بشكل منتظم وتعمل بشكل شبه تطوعي والجمهور يشتمها والإدارة تتجاهل حقوقها وحتى ملاك مساكنهم يهددونهم وعوائلهم بالطرد بين فترة وأخرى.


شكراً لصبركم وشكراً لجهدكم ومعذرة من الله ثم منكم على كل خذلان لكم وتأخر في مستحقاتكم.