|


وحيد بغدادي
أزمة.. أم تصعيد؟!
2017-04-20

 

 

قبل أيام شرعت هيئة الرياضة، بطلب من الرئيس العام الأمير عبد الله بن مساعد، التحقيق في القضية التي أحدثت جدلاً واسعاً بين أوساط جماهير الأهلي على خلفية الخلاف مع إدارة ملعب الملك فهد بالرياض وبعض المشجعين؛ بسبب منع لافتات تحمل شعار "الملكي" من الدخول إلى المدرجات لمواجهة الهلال، ضمن مباريات الجولة الــ23 من مسابقة دوري جميل للمحترفين، التي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين.. كما تم فتح قناة تواصل مباشرة مع ممثلي جماهير الأندية الـ(14) لمعرفة أي مصاعب أو مشكلات تواجههم ومعالجتها.. وتقدمت إدارة النادي الأهلي رسمياً بشكوى لرئيس الهيئة العامة للرياضة، بشأن الأحداث والتجاوزات التي صاحبت اللقاء، بخصوص سوء المعاملة التي وجدها جمهور النادي من قبل إدارة الملعب والمنظمين ـ كما تم ذكره بالشكوى ـ، وطالبت الإدارة بفرض عقوبات على كل من تسبب بهذه الأخطاء، ولاسيما أنها تكررت عدة مرات.. ومنعت إدارة الملعب الأهلاويين من إدخال مكبرات الصوت لرابطة المشجعين، وكذلك اللافتات التي تحمل لفظ الملكي، بجانب رفض دخول مشجع أهلاوي ارتدى قميصاً لفريقه عليه لقب الملكي.

 

وبعيداً عن لغة التشنج والخطابات في مثل هذه القضايا.. يجب أن نتساءل أولاً: هل هناك فعلاً أزمة؟! أم أن بعض الأندية تعشق التصعيد؟! وكما يقول المثل: "جعلوا من الحبة.. قبة"!! في منظوري بداية القضية كانت من التصعيد المستمر من بعض منسوبي الفريقين، وما صاحبه من دعم جماهيري وإعلامي من الناديين: الأهلي والهلال، مُنذ بداية الدور الثاني.. حيث أخذت قضية لقب الملكي وأحقية كل فريق باللقب منحنى كبيرًا جداً، وتحولت المنافسة بين الفريقين من داخل الملعب إلى خارجه على هذا اللقب، وكأن الظفر به يعتبر بطولة في حد ذاتها؛ الأمر الذي أثار حفيظة جماهيرهم، وبات الجميع من أنصار الناديين يتسابق في ارتداء القمصان التي تحمل هذا اللقب.. وتم تجهيز العديد من اللافتات واللوحات تمهيداً لرفعها داخل الملاعب الرياضية في جميع المسابقات.. وهو ما سيزيد بالتأكيد من كمية التعصب والاحتقان الجماهيري أمام إصرار كل فريق، بدعم من إدارة كل نادٍ لتوثيق اللقب رسمياً.. علماً أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، كما حدث مع النصر والاتحاد.. الأول سمي بالــ(عالمي) نظراً لكونه أول ممثل سعودي يشارك في نهائيات كأس العالم للأندية.

 

وعندما تأهل الاتحاد اختار رئيس الاتحاد آنذاك منصور البلوي تسميته بالــ(مونديالي)؛ تقديراً لنادي النصر ولعدم حدوث أي خلاف جماهيري بين أنصار الفريقين.. فلماذا لا يكون لقب الأهلي "ملك الكؤوس" أو "ملكي الغربي"، مثلاً، والهلال "ملكي العاصمة"، أو "الملكي الآسيوي" وانتهينا.. (وبالبلدي: "فضوها سيرة يا جماعة وكفاية احتقان ومشاكل وتصعيد للأزمات، وكل واحد يصلح سيارته).. وبالعودة إلى أنظمة الملاعب الخاصة باللوحات واللافتات، فقد سبق أن طالب الجميع ـ وما زلنا نطالب ـ بوجود لوائح وأنظمة واضحة بهذا الخصوص تعمم من الهيئة العامة للرياضة على جميع الأندية والملاعب والمدن الرياضية؛ لأنه ليس من المنطق أن تختلف الأنظمة من مدينة لأخرى ومن مباراة لأخرى في ذات الملعب.. حتى لا يستمر التصعيد واختلاق الأزمات.