|


حمد الراشد
عودة اللقب.. الخفايا والأسرار؟
2017-04-22

ليلة الجمعة كتب الزعيم آخر بيت في القصيدة.. أعلن نهاية المشوار.. ونهاية الفصل الأخير من قصة تحقيق اللقب المتمرد على الخزينة الزرقاء منذ خمس سنوات.. ليلة الجمعة لم تعرف الرياض طعم النوم رغم التعب والإجهاد والإرهاق، فقد شدها سحر الأزرق، وجذبها إلى شواطئه وأمواجه، ومن دون أن تشعر وجدت نفسها تغني وترقص العرضة، تشارك الزعيم فرحة العمر والسهر في حضن القمر حتى الفجر.. رغم أن الألقاب ليست غريبة عليه، فقد ألفته وألفها منذ تأسيسه، وكذلك المنصات تحفظ كل تفاصيل وجهه وملامحه الجميلة.

 

ولكن هذا اللقب غير.. فقد طال غيابه وطال تمرده على خزائنه المليئة بالجواهر والألقاب منذ نصف عقد.. من هنا كان الاحتفاء بعودته كبيرًا والاحتفال برجوعه حارًّا.. على وقع لحن "ما أحلى الرجوع إليه".. ولكن تظل للقصة فصولها وللرواية أبطالها.. وقد علمتنا الحياة أن لكل عروسة مهرًا.. ولكل مجد طريقًا ولكل بطولة ثمنها.. لا شيء يأتي من فراغ.. السماء لا تمطر ذهبًا.. ولا مجدًا ولا تمنح هدايا وألقابًا.. فاللقب كان أجمل مكافأة لكل من ساهم في تحقيقه وكل من عمل وسهر وتعب من أجل ترويضه وكسر عناده وإعادته إلى دولاب الزعيم طائعًا مختارًا.. ويأتي في مقدمة من كتبوا قصيدة المجد وعزفوا لحن الانتصار إدارة نواف بن سعد.. فهي من جاءت للكتيبة الزرقاء بأفضل مدافع سعودي في العقد الأخير الوزير أسامة هوساوي، وهي من جاء بالمحور الدفاعي الركيزة الأولى في دفاعات الأخضر عبد الملك الخيبري، وهي من جاءت بالحارس المعيوف.. وهي من تدخلت بسرعة وحزم عندما تعاقدت مع الداهية الأرجنتيني دياز ليكمل المشوار بعد أن رصدت خللاً فنيًّا في عمل المدرب السابق، وهي من لبت طلب دياز بإحضارها خربين لسد الخلل في القوة الهجومية النارية للفريق، وهي من أحاطت الفريق بسياج سميك من الراحة النفسية بعيدًا عن المشاكل والأزمات المادية، وهي من تعاملت بذكاء وحكمة مع كل الأحداث طوال مشوار الدوري.. لا هياط.. ولا أزمات ولا عنتريات.. ولا خروج عن النص ولا محاولة اللعب خارج المستطيل.

بقي كل التركيز مع الفريق فكرًا وعملاً وجهدًا وتضحية طوال المشوار.. فحصدت في نهايته أجمل الثمار.. ومن أسباب عودة اللقب المتمرد الاستعانة بالصخرة وزير الدفاع أسامة.. وهو حجر الأساس في هذا الإنجاز.. ونقطة التحول الرئيسية.. أسامة كان صمام الأمان وضابط الإيقاع وشبكة الرادار العملاقة التي تصطاد كل سهام الخطر قبل وصولها شباك المعيوف.. أسامة كان أبرز نقطة تحول في مسار الزعيم.. ومن المشاركين في صناعة المجد أعضاء الشرف الذين سخروا أموالهم لسد احتياجات الإدارة والفريق بكل حب وأريحية.. فجنبوا السفينة الزرقاء كل العواصف والأنواء وساهموا مع الإدارة في الوصول إلى مرافئ البطولات، ومن المشاركين في رسم التابلوه الأزرق الجميل الساحر دياز المدرب العقلاني الواقعي الذي نجح باقتدار في صناعة توليفة فنية متوازنة، عبر بها كل الحواجز المكهربة في جولات الدوري، محققًا أفضل النتائج والأرقام.. وأخيرًا نجوم الفريق.. فلا معركة من دون جنود.. مهما كان القائد بارعًا.. في النهاية هم من يصنعون قلائد المجد ببذلهم وعرقهم فوق المستطيل الأخضر، أما الجمهور فقد كان دوره ثانويًّا.. حضورًا ودعمًا.. لا يوازي ما يقدمه الزعيم من عروض ومستويات وما يحققه من نتائج.. ربما كان حضوره فاعلاً في وسائل سوشل ميديا فقط.. الحديث يطول ويطول عن ملحمة الإبداع الزرقاء؛ فلا تزال الساحة ثرية والغنائم وفيرة والألقاب قادمة.. ألف مبروك!!