|


وحيد بغدادي
أطفالنا.. و"2030"!!
2017-04-27

تناقش رؤية المملكة 2030 النمط الصحّي للمواطن، وأن توازن هذا النمط يعتبر من أهم مقوّمات جودة الحياة.. غير أن الفرص المتاحة حالياً لممارسة النشاط الرياضي بانتظام، لا ترتقي إلى تطلعاتنا؛ ولذلك سيتم إنشاء المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية للتشجيع على الرياضات بأنواعها؛ من أجل تحقيق تميزٍ رياضي على الصعيدين المحلّي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها.. ولا شك أن هذه الكلمات التي تضمنتها الرؤية، تسعدنا كثيراً وتبعث الأمل وتبث السعادة؛ لكونها اختصرت عشرات الخطط ومئات البرامج والفعاليات وآلاف الأفكار والمبادرات والمشاريع الخاصة بتنمية وتطوير الرياضة.. وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة زيادة عدد المرافق والمنشآت الرياضية والخاصة لجميع الأعمار وللجنسين.. إلى جانب تشجيع الرياضات بأنواعها لتحقيق التميز على الصعيدين المحلي والعالمي؛ لاختراق جميع الحواجز التي تقف حائلاً دون دخول الرياضة السعودية لعالم الاحتراف الحقيقي في صناعة الرياضات المختلفة.

 

لذا يجب أن تتناغم الرؤية بين إعادة صياغة الرياضة، وممارستها، عبر دعمها ونشر الوعي بين جميع شرائح وأفراد المجتمع بضرورتها الصحية، وزيادة الأنشطة الثقافية والترفيهية وتنويعها، والإسهام في استثمار مواهب المواطنين، وصولاً إلى هدف جعل الرياضة ضمن مكونات النسيجين الاجتماعي والثقافي، في كل المناطق دون استثناء.. والغريب أننا حتى الآن لم نشاهد من القائمين على الرياضة من يهتم بالبذرة الأساسية ونواة الوطن وهم الأطفال، حيث تعاني جميع المدن من وجود الأندية المتخصصة للأطفال، قبل أيام اشتكى لي عدد من الزملاء تجربتهم المريرة في البحث عن أندية خاصة، ومتخصصة في تعليم السباحة للأطفال من سن الخمس سنوات، فأجبتهم وللأسف ستعانون كثيراً في البحث عن أندية لهم وحتى بلوغ السادسة عشرة، حيث توجد أندية معدودة جداً لهذه الأعمار، فيما تتركز جميع الأندية على من هم فوق الثامنة عشرة!! وإذا ما أردنا تحقيق الهدف الاستراتيجي الأول الخاص بالرياضة في رؤية المملكة 2030، وهو زيادة عدد الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية بشكل منتظم، وبمعدل مرة واحدة في الأسبوع على الأقل من السعوديين من عمر 15 فما فوق، من 13% إلى 20% من السكان بحلول عام 2020، ومنها إلى 40% بحلول 2030، فإننا يجب أن نهتم بالبراعم، وأن نجعل من ممارسة الرياضة لهم عادة ونظام حياة؛ لأنه ليس من المنطق أن نحرمهم من ممارسة الرياضة في ظل انعدام المراكز المتخصصة والآمنة "مليون خط تحت آمنة"، والتي تتيح لهم ممارسة الرياضة اليومية بأنواعها وبمختلف الأعمار، وتحت إشراف كوادر فنية وطبية متخصصة تضمن لهم الاستمرار في ممارسة الرياضة، بل يجب ابتكار أساليب تربوية وترفيهية لتشجيعهم على محبة الممارسات الرياضية.. وهنا نتوجه إلى محمد آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الرياضة بضرورة إعادة النظر في نوعية المشاريع الاستثمارية الرياضية، وضرورة مراعاة احتياجات أطفالنا المستقبلية لتحقيق رؤية 2030.