|


محمد الناصر
(هو يطلع بس)!
2017-05-09

حتى عام 2003 كان مهاتير محمد ملء السمع والبصر على الصعيد الرسمي في ماليزيا بل وفي شرق آسيا ككل وصدى هذه السمعة يتردد حتى أقاصي الغرب.


قائدٌ أخذ على عاتقه مهمة وحققها وقطع على نفسه وعداً فأنجزه.


أشبع غروره وحقق نجاحه ونقل شعبه نقلة حضارية لايزال يعيش رغدها الشعب حتى اللحظة.


في أواخر مارس 2003 وفي خطاب طاريء أعلن استقالته في خطابه الشهير الذي بكى فيه وأبكى شعب وسالت أدمع وطن.


قالها صراحة نجحت في البناء وأرى أنني لست قادرا على النجاح في المحافظة على هذا البناء فماليزيا حالياً يلزمها أن تدار بعقليات شابة وأفكار جديدة، فمواصلة إدارتها في هذه المرحلة بذات عقلية المرحلة السابقة فشل ذريع.


ترجل بشجاعة واعتذر بحب وترك هناك أثراً لن يمحى بسهولة ولن ينسى ولو بعد حين.


وهكذا هي عقليات (القادة) فتفكيرهم دوماً بالترجل وهم في أوج العطاء وذلك ليبقى أثرهم وليتيحوا الفرصة لجيل شاب صنعوه هم ليواصل المسيرة.


أعرف أن هذه الثقافة غائبة تماماً في مجتمعنا العربي ولكن تطبيقها ولو جزئياً متاح ليحفظ ماء وجه كل نجاح يحقق وكل منجز يحرز.


تذكرت كل ذاك والذاكرة تعود بي إلى تفاصيل تتويج النصر في 2014 والذي كان أمام الشباب وكنت حينها أعمل في النادي بشكل رسمي وكنت متواجدا يوم التتويج بين المنصة وغرف الملابس مرافقاً لفريق الشباب ووقفت على تفاصيل احتفاء الجمهور الأصفر برئيسهم بدءًا من التيفو الذي حمل صورته والأهازيج التي رافقت سيرته والكاميرا التي تتبعه كونه عريس ذلك المساء الذي توج به النصر بالدوري كفريق أول وناشئين وشباب، ووقتها التفت إلى صاحبي وقلت إنها فرصة ذهبية ليعلن ترجله ويستقيل استقالة (حقيقية) وليست مناورة بعد أن أعاد النصر للذهب والعالمي للواجهة وسيظل اسمه مقترنا بكل فرح أصفر.


فلقد قرأت بين سطور ذلك الفرح أن المهمة التي عاد من إجلها تم إنجازها وبقاؤه إكثر سيرفع سقف الطموح بشكل أكبر ربما لا يطيقه أو لا يستطيعه.


ولأنه لم يفعلها فقد حصل سيناريو ماتوقعت حيث ساءت النتائج وتدهور مستوى الفريق حتى بدأ يفقد شعبيته تدريجياً.


وفقد مع شعبيته فقط في هذا الموسم الداعم ثم مدير الكرة فالنائب والمدرب حتى وصل الجمهور.


وصادق على ذلك كله العبارة الشهيرة التي أطلقها الدولي السابق والرمز النصراوي ماجد: (هو يطلع بس).


وبات رحيله مطلبا للغالبية وبدأ ذات المدرج الذي هتف له يهتف ضده ويطالبه بالرحيل.


وفيه درس للقادة أن يختاروا وقت رحيلهم بعناية ليبقى لهم أثر (جميل).


ودرس آخر للجمهور ان لا ينسوا الفضل بينهم وان يعفوا عن اي اخفاق لاحق بشفاعة كل منجز سابق.


الآن وقد ترددت إشاعات عن رحيله واستقالته وإن كانت مطلبا إلا أنها تأخرت للدرجة التي جعلت رمزا نصراويا كماجد عبدالله يتمناها.