|


سعد المهدي
في آسيوية الأندية.. لم يتغير شيء
2017-05-11

في 23 و30 من شهر مايو الجاري، تنتقل ثمانية أندية آسيوية إلى مرحلة نصف نهائي دوري أبطال آسيا للأندية، أربعة من شرقها ومثلها من الغرب، ومن الستة عشر ناديًا، خمسة عربية خليجية هم: الهلال والأهلي السعوديان، والأهلي والعين الإماراتيان، ولخويا القطري، وهو مؤشر إيجابي لقيمة وتطور الكرة في دول منطقة الخليج الأكثر حيوية ونموًّا وتأثيرًا، في كل مناحي الحياة على مستوى العالم.

 

قلنا كثيرًا عن تقسيم الاتحاد الآسيوي للأندية المشاركة في أبطال آسيا، بحيث لا تقابل أندية الشرق نظيرتها في الغرب، إلا في المباراة النهائية، وجرى طرح أكثر من تصور حول مدى إيجابية أو ضرر الفكرة، لكن الذي ثبت حتى الآن، أن لا اختلاف فارقًا بين مستويات الكرة في الجهتين، والدليل محصلة نتائج المنتخبات في تصفيات كأس العالم وأمم آسيا، ولا يمكن أن نعتمد على خسارة أندية الغرب، النسخ الأربعة على أنها مسطرة قياس فنية لحال تقدم اللعبة في أحد الجانبين؛ ولذلك أسباب كثيرة.

 

قسم الاتحاد الآسيوي الاتحادات الوطنية المنضوية تحت لوائه إلى غرب ووسط وشرق وأسيان وجنوب، ويضم في عضويته 47 اتحادًا، ويعيش عقده السابع، ولا تزال كوالالمبور مقرة، كل ذلك معروف. أما الذي لم يتطرق إليه بعضهم أن بطولة الأندية الآسيوية انطلقت بهذه التسمية بوصفها بطولة وحيدة للأندية عام 1967م، دون أندية الشرق لمدة أربع سنوات، وتوقفت قبل أن تعود في 1985 بدخول أندية الشرق، حيث حقق "دايو الكوري الجنوبي" البطولة، تلاه "فوركاوا الياباني"، ثم "يوميوري الياباني"؛ ليحقق السد القطري بعدها في 1988 كأس هذه البطولة، بوصفه أول فريق من غرب القارة يحصل عليها؛ ليحققها الهلال لأول مرة عام 1991م، ويعود الهلال لتحقيقها 2000م، كان ذلك تحت مسمى واحد، حتى أضاف الاتحاد الآسيوي لها بطولتي كأس الكوؤس 1991 والسوبر 1995م.

 

البطولات التي حققها الهلال والسد والاستقلال وباس، وكلها من غرب القارة، حدثت بمشاركة أندية الشرق، وكانت نهائياتها تجمع هذه الأندية مع أخرى كورية ويابانية وصينية، وهو أيضًا ما كان يتم في مسابقتي كأس الكؤوس والسوبر؛ ما يعني أن الفصل بين الجانبين أو الاندماج ليس له أي انعكاس، لا على المستوى الفني لفرق القارة، ولا زيادة حظوظ أندية الغرب في الحصول على البطولة، بل كلا الحالين له محاسنه ومساوئه، فقد تكون فرص الوصول إلى أدوار متقدمة أو نصف النهائي والنهائي تتاح لنادٍ من الغرب، إذا لم يصطدم في مشواره بمنافس من طينته، كذلك في الشرق، وتبقى إيجابية الفصل الذي لا اختلاف عليها في تجاوز فارق التوقيت والمسافات الفاصلة بين الدول، وتوقيت بدء الموسم الكروي في الجانبين.

 

أندية عربية خليجية وإيرانية وأوزبكية، تتنافس من أجل الوصول إلى دور متقدم، وتمني النفس في الحصول على البطولة، المؤكد أنها ليست دائمًا أحسن فرق بلدانها، لكنها حصلت على فرصة تمثيله بموجب ما تنص عليه لائحة المشاركة، كذلك في الشرق يحدث ذلك، لكن بعضهم يبدو متناقضًا في الحديث عن بطولة آسيوية، حين يعتقد أنه يقزم مشوارها التمهيدي؛ لأنها تلعب بين فرق خليجية، ولا يحاول الإشارة إلى الإيرانية والأوزبكية، أو يذكر أن هذه الأندية قوية ومتقدمة، ولها تاريخ في هذه البطولة، وتستطيع أن تلعب أيضًا في مواجهة أندية الشرق خلال التصفيات، لو ألغي التقسيم؛ لأن كل ذلك ليس بالجديد عليها.