|


عبدالله الفهري
مفهوم التصور العقلي (1ـ2)
2017-05-17

التصور العقلي (mental imagery) مهارة نفسية أو مهارة عقلية يمكن تعلمها واكتسابها. 

 

وينظر إليه على أنه وسيلة عقلية، أو أداء عقلي يمكن من خلاله برمجة عقل اللاعب الرياضي لكي يستجيب طبقا لهذه البرمجة .فكأن التصور العقلي في الرياضة يعني أن اللاعب يفكر بعضلاته. 

 

والتصور هو انعكاس الأشياء أو المظاهر أو الأحداث التي سبق للفرد في خبراته السابقة إدراكها والتي تؤثر عليه في لحظة التصور. 

 

كما أشار هاريس وآخرون، إلى أن التصور العقلي يتضمن استدعاء أو استحضار أو استرجاع الذاكرة للأشياء أو المظاهر أو الأحداث المختزنة من واقع الخبرة الماضية، ومن ناحية أخري، لا يقتصر التصور فقط على مجرد استدعاء أو استرجاع أو استحضار هذه الخبرات، وإنما يعمل على إنشاء أو إحداث أفكار وخبرات جديدة، أي أن الفرد لا يسترجع في الذهن أو العقل الخبرات القديمة فقط وإنما يمكن أن يتناولها بالتعديل والتغيير وإنتاج صور وأفكار جديدة.

 

وبالنظر إلى التصور العقلي على أنه أعم وأشمل من عملية التصور الأصلي، حيث إنه يشمل حواساً أخرى إضافة إلى حاسة البصر مثل حواس (السمع – اللمس – الشم - الإحساس الحركي). 

 

وعلى سبيل المثال: لاعب التنس يستخدم الإحساس البصري لمشاهدة الكرة ومتابعة حركات منافسه. ومن يستعمل الإحساس الحركي (وعي الشخص بجسمه وهو يتحرك باتجاهات مختلفة) للإحساس بحركة المضرب أثناء ضرب الكرة، أو انتقال وزن الجسم في التوقيت الصحيح. وسيفيد نفس اللاعب من الإحساس السمعي لتميز درجة انطلاق الكرة، ربما مصادر اتجاهها من خلال الصوت الناتج من قوة ضرب الكرة في أوتار المضرب، وأخيرا فإن حاسة اللمس تتضح من خلال السيطرة والتحكم في قبضة المضرب. 

 

إضافة إلى استخدام اللاعب لحواسه المختلفة أثناء استحضار الصور الذهنية، فإنه من الأهمية أن تشمل خبرة انفعالاته ومشاعره، مثل الشعور بالقلق أو الغضب أو المتعة أو الألم، حيث إن ذلك يساعد اللاعب في السيطرة على الحالات الانفعالية.

 

وفى ضوء المفاهيم السابقة، يلاحظ أن التصور يلعب دورا هاما في حياة الفرد، إذ إن من دونه يصبح الفرد مرتبطاً فقط بالأشياء المدركة، ويعكس في صورة فقط الأشياء أو الأحداث أو المظاهر المؤثرة عليه مباشرة في نفس اللحظة. 

 

غدا يلتقي الهلال والأهلي في النهائي الكبير، الكل فائز بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.

 

نتمنى أن نشاهد نهائياً يليق بالحدث، أهدافاً ومستوى، والأهم تحكيماً نزيهاً وقليل الأخطاء المؤثرة.