|


حمد الراشد
الهلال.. حضارة وكفى!!
2017-05-20

لو كنت روائيًّا، لفشلت في كتابة قصة الإبداع الهلالي، ولو كنت شاعرًا، لعجزت عن كتابة قصيدة في أمجاد الزعيم المتلاحقة والمتعاقبة تعاقب الليل مع النهار.. ولو كنت مؤرخًا، لاعتزلت التأليف والكتابة.. فالزعيم خارج منطق التاريخ.. صانع المنجزات.. حاصد الألقاب.. نهر الإبداع.. محطم الأرقام.. فأنت في حضرة الزعيم لا تملك إلا أن تكون أسيرًا للدهشة وصديقًا للمتعة.. عاشقًا للفن.. متوجًا بالألقاب في حضرة الزعيم.. أنت على موعد مع البطولات. وهذا الموسم كان استثنائيًّا، في كل شيء.. موسمًا غير عادي في مسيرة الزعيم المطرزة بالذهب والألماس والألقاب، فلم يكن الفوز بالكأس الملكية الغالية وضمها إلى أخيها الأكبر لقب الدوري، عنوان هذه المرحلة الذهبية التاريخية، وإنما تحقيق بطولة دوري الأمير فيصل بن فهد تحت ٢٣ والفوز ببطولة دوري الشباب.. أربعة ألقاب.. في أربع مسابقات مختلفة المستويات والدرجات.. تلخص كل الحكاية، وتكشف سر هذا الإبداع، والتفوق الكاسح في موسم اكتسى باللون الأزرق وتوشح بلون الذهب.. لا يمكن أن تحقق هذه الرباعية الجميلة المذهلة صدفة أو بضربة حظ أو بشمة بخاري.. بل هي نتاج طبيعي لعمل إداري رفيع المستوى.. تخطيطًا وتنظيمًا وإعدادًا.. صنع كل هذه النجاحات.. فالفكر الخلاق لإدارة نواف بن سعد هو من كتب أولى صفحات كتاب المجد، بدءًا بصفقة أسامة مرورًا بالخيبري والرويلي، وانتهاءً بالداهية دياز، بعد ذلك تأتي النتائج تباعًا.. من يحسن الزرع والري يحصد أجمل الثمر.. ومن يريد محاكاة الزعيم وطريقته في صناعة الألقاب وحصد الإنجازات، فعليه أن يستفيد من منهجه وفكره.. فالهلال مدرسة والهلال أنموذج مضيء والهلال حضارة.



"الكأس الملكية.. زرقاء"


قبل المباراة النهائية، توقعت فوز الزعيم، ليس تقليلاً من إمكانات الأهلي، ولكن قراءة منطقية لظروف الفريقين.. الهلال أكثر تكاملاً على صعيد الأساسيين وقائمة الاحتياط.. الفريقان متشابهان في أسلوب اللعب والفاعلية للوسط الهجومي والقوة النارية.. كلاهما قادر على التسجيل، لكن الزعيم أقوى وأصلب دفاعيًّا.. والأهلي يعاني، وزادت معاناته بخروج عقيل ومعتز للإصابة، وضاعف من جراحاته وآلامه تغييرات جروس الخاطئة والمتأخرة.. وزاد الطين بلة عدم ظهور معظم لاعبيه في مستوياتهم الحقيقية.. لهذا تجرع الأهلي طعم الخسارة المر، وخرج من الموسم صفر اليدين خالي الوفاض، لا ألقاب ولا إنجازات رغم الدعم الهائل من رمز الأهلي الأمير خالد بن عبد الله.. في النهائي المثير الممتع المزدان برعاية سلمان الحزم والعزم، كان الزعيم حاضرًا فنيًّا ومعنويًّا وذهنيًّا، وكان الأهلي في غيبوبة اليأس نائمًا.. لا روح.. لا مستوى.. بعد أن فقد توازنه.. ألف مبروك للزعماء كأس الملك سلمان.. وحظًّا أوفر للأهلي. 



"نقاط على الحروف"


ـ الأهلي تنتظره بعد ٤٨ ساعة موقعة حاسمة مصيرية آسيويًّا أمام أهلي كوزمين.. تحتاج إلى جهد جبار لإخراج الفريق من بحر أحزانه وإعادته لأجواء المشوار الآسيوي.

 
ـ إذا نجح الهلال في التأهل لدور الثمانية، واستطاع تعزيز صفوفه بمهاجم من طراز رفيع، أو صانع ألعاب من فئة الكبار.. قد يفعلها دياز ويحقق اللقب الآسيوي.

 
ـ حتى اللحظة لم نجد مبررًا لإقامة كأس السوبر بعد سبعة أشهر.. موعد غير مناسب على الإطلاق. 


ـ وحتى اللحظة.. لم نجد تفسيرًا لصمت هيئة الرياضة المطبق على واقع الاتحاد، وكأنه نادٍ من كوكب آخر.