|


سلطان رديف
السكوت خيانة
2017-06-11

قدر الله لهذه البلاد ـ وقادتها وشعبها ـ، أن تحمل هم الأمة، وتكون الدرع الأول دائمًا في وجه الفتن، وتحمل لواء الإسلام والسلام للعالم كله، بل تتصدى وتتحمل أخطاء غيرها، ولم يقف هذا الوطن وقادته عند هذا فقط، بل إنهم يغلبون مصالح الأمة على كل المصالح، ويتحملون أذى الصديق والجار والشقيق سنوات وسنوات، ويغضون الطرف تارة ويتجاهلون تارة وينصحون أخرى؛ لأنهم يفهمون مصالح الشعوب والتاريخ خير شاهد؛ لأن التاريخ يسجل المواقف والأحداث، ويقدم العبر لمن يفهم ويتعظ. ولست اليوم في مجال لكي أعدد مواقف وطني مع كل الشعوب؛ لأن وطني علمني أن هذا واجبنا، وهذا ديننا وقدرنا؛ لأننا هنا في بلاد الحرمين مهبط الوحي ومنطلق الرسالة.

 

أكثر من عشرين عامًا وهذا الوطن وقادته وشعبه يتحملون الكثير من الإساءات التي تأتي من حكومة قطر وإعلام قطر ومرتزقة قطر، من الجار والقريب والشقيق، وكانوا ينظرون إلى كل ذلك بعين الشقيق الأكبر الذي عليه أن يتحمل زلات أشقائه، وكنا كشعب نسير خلف قيادتنا ونصبر صبرها ونضع في كل مرة اعتبارًا لروابط الدين والدم والرحم والجوار، ولكن عندما يصل الحال أن تحاك المؤامرات ضد بلاد التوحيد وضد الحرمين الشريفين تقسيمًا وفتنة وإرهابًا وتحريضًا ودعمًا وتمويلًا ورعاية، وعندما يصل الأمر بأن قيادات قطر تتآمر على أمن وطني وعلى أمن وحياة أبنائي، وعلى مستقبل أجيالنا، يريدون بنا خرابًا ودمارًا، يتحالفون ويتآمرون مع من يحاربنا جنوبًا ويهددنا شمالًا، ثم يخرج من يخرج ليقول لنا أن نكف الحديث عن ذلك لأنها فتنة، وآخر يقول إنها سياسة، وثان يقول إني محايد ورابع يلزم الصمت خوفًا على مصالحه وعلاقاته.

 

لا والله؛ فالصمت اليوم جريمة وخيانة، ولستم اليوم أكثر حرصًا من قادتنا على أمن هذا الوطن ومصالحه؛ فعندما ينطق الوطن وتتحرك القيادة، فنحن كلنا جنود.. وأستغرب من بعض الإعلاميين القطريين الذين يطلبون منا اليوم السكوت عمن يريد العبث بدمائنا ومصيرنا وأمننا، ثم يخرج جاهل هناك ليقول إن إعلامنا مرتزق، فإذا كنا نحن كذلك فما ردكم على تسجيلات قادتكم التي ملأت الأرض والسماء تآمرًا وإرهابًا؟ لماذا لم تعلقوا عليها يا من تطالبون بكلمة الحق، بل بعضهم وصل به الجنون لأن ينظر إلى من يدافع عن وطنه بأنه بلا قيم وكأنهم يريدون منا أن نتآمر معهم ضد وطننا، تلك هي السذاجة في الفكر والفهم. 

 

فتحنا إعلامنا عليكم ليومين ولم تتحملوا وأنتم فتحتم إعلامكم لسنوات ليس علينا فقط، بل على كل الشعوب وتدخلتم في كل صغيرة وكبيرة، وساهمتم في القتل والإرهاب وتحملناكم عقدين من الزمان؛ لذا اليوم نقول هذه بضاعتكم ردت إليكم، ونقول للشعب القطري ما قاله بيان وطننا: "سكوتنا حرصًا على الشعب القطري وستظل المملكة سندًا للشعب القطري وداعمة لأمنه، بغض النظر عما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية".