"الله يا عمري قطر".. عبارة كان يطلقها المعلق الرياضي القطري مع كل فرحة أو انتصار يتحقق للمنتخب القطري.. وكان باقي سكان الخليج يتبعون تلك العبارة بالفرح والتصفيق.. ولا غرابة؛ فأواصر المحبة الخليجية لم تقف عند أي نطاق أو مجال أو ساحة.. سياسية كانت أم اجتماعية.. رياضية كانت أم ثقافية.. ولم يكن هذا الأمر إلا ردة فعل تلقائية نطقت بها عقول وقلوب مواطني الخليج قبل ألسنتهم..
إلا أن هذا الأمر بكل ما يحمله من جمالية وعفوية بات مهددًا بالخطر.. بعد أن انكشف لأبناء الخليج قاطبة تلك الأفعال والدسائس التي كان النظام السياسي القطري يمارسها ضد أخوته.. وجيرانه.. وحلفائه.. وبالدليل القاطع!!.
وكنتيجة لذلك؛ فقد كان من الطبيعي والمنطقي أن يقوم نجومنا ـ كباقي أفراد المجتمع السعودي ـ بالتعبير عن موقفه تجاه جرائم ذلك النظام القطري.. وقد كانت التغريدات وسيلة نجومنا للتعبير عن وقوفهم مع وطنهم ورفضهم لكل الممارسات المسيئة له والمهددة لكيانه..
لكن غير الطبيعي، هو ردة الفعل "السطحية" من إعلام رياضي قطري مراهق وصف نجومنا بأنهم بلا قيم.. في جملة كتبت بالفنط العريض في أعلى الصفحة التي اشتملت على تغريدات ماجد عبد الله والهريفي مع صورة كبيرة للثنيان.. وكان الحال مماثلاً حين أطلق ذلك الإعلام مفردتي "المتملق" و "المتسلق" على النجم سامي الجابر للسبب ذاته!!.
يكتبون عنهم ذلك في الوقت الذي تناسوا فيه أن أولئك النجوم قد ولدوا وعاشوا فوق تراب ذلك الوطن.. ورضعوا الولاء له ولقادته مع حليب أمهاتهم.. قبل أن يتناسوا أن أقدام لاعبيهم قد حفيت للحاق بالأخضر وإنجازاته.. قبل أن تتبعها أقدام إعلامييهم ومسؤوليهم في استجداء نجومنا للمشاركة الترويجية في هذا الحدث أو ذاك!!.
كأني بحال ذلك المحرر ومعه فريق الإعداد والنشر وهم يقدمون تلك المادة الإعلامية "الفجة"، وقد كانت عقولهم سارحة في بحر الذكريات التي حضرت لمجرد ذكر تلك الأسماء اللامعة التي سطرت أمجادها وبطولاتها الخضراء، حتى سمعتها أرجاء آسيا قبل العالم.. وكانت الدوحة "تحديداً" خير شاهد على ذلك المجد وتلك الإنجازات.. فيما كانت بوصلة كرة القدم القطرية تائهة تعاني السقوط تلو الآخر، وقد ذهبت جهود "التجنيس" أدراج الرياح..!.
قد يكون ما كتبه نجومنا من تغريدات محل استغراب "بعض" المنتسبين للإعلام القطري.. فالأمر بالنسبة لهم غريب بعض الشيء، إذ إنهم لم يعتادوا مثلاً أن يكون لسيبيستيان سوريا أو دوزانديه أو ماديبو موقف وطني "تلقائياً"..
إذ إنه بإمكانك أن تجعل سيباستيان ورفاقه يرتدون القميص العنابي بمقابل مادي.. لكن من الصعب أن يقوم هو أو أحد رفاقه بالدفاع "من تلقاء نفسه" عن تراب دولة لم ترتق أن تكون وطناً بالنسبة له..!
في الوقت الذي يتم فيه نشر مقالي هذا تكون المهلة المتاحة للنظام القطري قد انتهت..!.
فهل سيختار ساستها الالتزام باشتراطات وعهود المتضررين من أفعال ذلك النظام؟ أم أن ساسة الدوحة سيذهبون ببلادهم وشعبهم إلى ذلك المصير المجهول الذي نسي أن ينبههم عنه كل من غرر بهم وشوه شكل الخليج وعبث بقيمه ومبادئه؟!.
اللهم اكتب الخير والصلاح والتوفيق للخليج وكافة بلاد المسلمين.. وأدم علينا نعمة الأمن والأمان يا رب العالمين.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.