|


سعد المهدي
الأجانب الستة.. تغيير قواعد اللعبة (.2.)
2017-07-02

 

 

استكمالا للحديث عن قرار مجلس إدارة اتحاد الكرة، بالسماح لأندية دوري المحترفين إشراك ستة لاعبين أجانب، بما فيهم حارس المرمى، وتداعيات هذا القرار، أعيد ضرورة أن تؤكد إدارة الاتحاد أنه سينظر بعد فترة زمنية ـ ولا بد أن يحددها ـ في سلامة هذا القرار، من خلال دراسة نتائجه، بما يعني استمراره أو تعديله أو الغاءه.

 

كذلك لا بد أن يبدي اتحاد الكرة بعنصرية المشرع "الجمعية" و"المنفذ المجلس"، اتفاقًا لا يقبل الشك في دعمهم لهذه الخطوة، والعمل على حماية التجربة، بأن تأخذ وقتها وتهيئة الظروف الملائمة لإنضاجها؛ حتى يمكن الحكم عليها بعدل، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قرار السماح للأندية بإشراك أكثر من نصف الفريق من اللاعبين المحترفين الأجانب، يعني تغييرًا جذريًّا في لعبة المنافسة، وأن التنافس على لقب الدوري الموسم المقبل دخل عهدًا جديدًا يؤرخ ـ ما قبل وما بعد ـ الأجانب الستة.

 

ما يظن أن أندية الوسط ستستفيده من هذا القرار ستبادر إليه أيضا أندية المقدمة ـ نسبة وتناسبًا ـ وستعاني كل الأندية في مسألة "فلترة" قوائمها، ومن المؤكد أنه ليس بالضرورة أن يتجه الجميع لجلب الأجانب الستة أو حارس المرمى خاصة الأندية التي تمتلك عددا وافرا من النجوم الدوليين المرتبطة معهم بعقود جديدة، وحتى فرق الوسط أو المؤخرة ليس من السهل عليها استثمار تخمة بعض الأندية من النجوم، حيث سيمر سوق الانتقالات بفترة ركود أكثر منه هبوطا كما يعتقد بعضهم.

 

على الأندية أن تفعل هذا القرار بشكل تدريجي لمعرفة قدرتها على التعاطي معه، بما يخدم أهدافها ويحقق تطلعاتها فعلاً، أما الاندفاع تجاه تطبيق الفكرة من أجل تطبيقها فقط، قد يعقد الأمر في ما يليه من مواسم، ومن ذلك يصبح أسلوب الحذر والترقب والمراقبة والتجريب المقنن أكثر عناصر هضم الفكرة المؤدي إلى الاستثمار فيها بمخاطر أقل، وهذا يحتاج إلى الاعتماد على المستشارين الفنيين والماليين أكثر منه إلى التجاوب مع ما يريده الأنصار أو يضغط تجاهه الإعلام.

 

حال الكرة السعودية وسط ذلك سيتأثر سلبًا أو إيجابًا بطبيعة تطبيق تعامل الأندية واتحاد الكرة مع مضمون وأهداف القرار، تنشيط وتوسيع دائرة ممارسة اللعبة من البراعم إلى الهواة مرورًا بالفئات السنية والربط بينها وما يجري في دوري المحترفين بطريقة ما، سيجعل هناك محاكاة تؤجج الرغبة للوصول إلى ميادين الاحتراف والانضمام لكوكبة النجوم، هذا يمكن أن يصنعه كل ناد عبر ما يشبه ورش العمل بين مجاميع لاعبيه، وهو أيضا ما يمكن أن تتلقف مخرجاته المنتخبات.

 

لاعبو أمريكا الجنوبية والأفارقة المهرة يدينون بالفضل بما وصلوا إليه للدوريات الأوروبية، كذلك فإن لاعبين عربًا وأفارقة سيصنع منهم الدوري السعودي نجومًا، هذا لا يعني أن اللاعب السعودي الذي يشاركهم وسط الميدان لن يستفيد، بل على العكس، وهذا مهم لفرزهم جيدًا قبل ضمهم للمنتخب الذي لا يحتاج إلى الكم بل إلى النوع من اللاعبين، شخصيًّا لست قلقًا من هذا الجانب بقدر ما أنني حتى الآن لا أستطيع أن أتخيل كيف ستدير الأندية موسمها الأول، فمن يعلق جرس نجاح "الفكرة القرار"، أو يرفع الراية البيضاء: الأندية أم اتحاد الكرة؟!.