ليس أصعب على منظمات الأعمال من الفشل إلا تكراره.. وليس أكثر اشمئزازًا للمتابعين من الهفوات إلا المكابرة في استمرارها.. وليس هناك استفزاز للمشجع أكثر من السقوط إلا الاستسلام له!
ينتهي الموسم الرياضي فيعتقدون أن العمل توقف.. وأن المهمة انتهت.. لا يعون معنى وقيمة استرجاع التجارب مجدداً ودراسة الإيجابيات والسلبيات.. لا يدركون أهمية التحضير المبكر للموسم الذي يليه.. ولا يلقون بالاً لذلك الكم من المهام المعلقة أو المستقبلية..
ينتهي الموسم فيطوون صفحاته.. كل صفحاته.. بعضهم يطويها متعمداً بعد فشله، وفي اعتقاده أن هذا الأمر سيكفل له محو ذاكرة المتابعين من الاحتفاظ بسقطاته وإخفاقاته وتجاوزاته.. وبعضهم الآخر يطويها جاهلاً، وقد اعتقد هو الآخر أن لا حاجة إلى حفظ الماضي.. ولا فائدة من قراءة التجارب مجدداً!!
كل تلك الأمور وأكثر تحدث في مجتمعنا الرياضي، من خلال "بعض" إدارات الأندية التي تعمل بأسلوب ردة الفعل.. بعد أن ركنت إلى آراء المتسلقين.. وألقت بعقولها في أحضان المتكسبين.. وراهنت عند كل إخفاق على دور المطبلين..!
سيبدأ الموسم المقبل.. ولن يصدم المتابع الفطن حين يقف أمام مشهد الفشل الذريع الذي صنعته تلك الإدارات.. وستمر أيامه وجولاته ومنافساته وكأنها نقاط مقاومة لكشف جودة العمل وإتقانه.. وفي كل إخفاق ستتجدد مطالبات العشاق بتحسين الصورة.. إلا أنها ستقابل بعمل من نوع آخر، هو تفعيل الدور الإعلامي القادر على تشتيت أذهان المشجعين عن واقع الضعف الداخلي وحقيقة فشل الإدارة.. لتحولهم بوصلتها نحو اتهام الآخرين.. ورمي مسببات الفشل باتجاه أعداء "وهميين"، استطاعت "ثقافة الضجيج" تصويرهم أمام المشجع البسيط..
وسيختتم الموسم المقبل بمشهد الحزن والبكاء.. ولن تجد تلك الإدارات الفاشلة صعوبة في مواجهة تلك الخسائر، فقد راهنت مسبقاً على عقلية مشجع استسلم لإسطوانة المؤامرة.. وتشبعت أفكاره بالمظلوميات وتوزيع الاتهامات على تلك الجهة أو الأخرى.. وسيسلم من الاتهام والمحاسبة ذلك العابث، ليبدأ مجدداً في خوض موسم آخر عنوانه "تكرار الفشل"..!
لن أجهدك كثيراً في سرد المفردات.. وسأكتفي بتذكيرك بالقاعدة الإدارية الشهيرة التي تقول:
من يفشل في التخطيط فهو يخطط للفشل!..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.