|


بدر السعيد
عربي.. واستحق الأفضل!
2017-07-30

 

كنت أحد ضيوف برنامج "أكشن يا دروي"، في ذلك المساء الذي تناقلت فيه وسائل الإعلام الرياضي المؤتمر الذي أعلن خلاله الاتحاد العربي لكرة القدم، عودة بطولات الأندية العربية لكرة القدم من جديد.. وشاء الله أن أكون ضيفًا في ذات البرنامج ليلة إعلان أسماء الأندية المشاركة في البطولة وآلية وجودها..

 

وأعترف أني كنت حينها حذرًا في تقديم رأيي تجاه ما شاهدته وسمعته.. فمخيلتي كانت مليئة بالأفكار التي تشكلت عبر السنوات الماضية، من خلال متابعتي لمختلف النسخ من بطولات الاتحاد العربي لكرة القدم، باختلاف مسمياتها وأسلوب المشاركة فيها، وتوزيع الدول المستضيفة لها، والآلية الفنية لمنافساتها في أدوراها التمهيدية والنهائية وحتى حسم ألقابها..!.

 

 

حرصت خلال التعليق على كلا الحدثين، أن أكون متوازنًا قدر الإمكان بين الإفراط في التفاؤل والفرح بعودة تلك البطولات.. وبين التفريط في وصف واقع البطولات العربية مقارنة بالمنافسات المحلية والقارية، من حيث الأهمية والقيمة المضافة.. والحديث يطول في هذا الشأن.. خاصة إذا نظرنا إلى الأهمية الثقافية والسياسية والاجتماعية، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمثل هذا النوع من التجمعات الرياضية شئنا أم أبينا..!

 

ومع انطلاق البطولة العربية الحالية في مصر.. دهشت لما قرأته وسمعته من بعض الإعلاميين.. فهذا مادح يبالغ في وصف نجاح البطولة.. والآخر متشنج ضدها وقد حكم عليها بالفشل.. والغريب أن هذه الآراء والأحكام تم إطلاقها خلال اليوم الأول للبطولة..!.

 

وهنا أتساءل: كيف لناقد أن يحسم أمر النجاح أو الفشل لمجرد انطباع مسبق أو توقعات لم تصل مؤشراتها إلى الجزم..؟!.

 

أعان الله "تركي بن خالد"؛ فقد جاء إلى كرسي سبقه عليه أسماء ثقيلة قادت الرياضة العربية في مراحل اختلفت فيها المعايير والمعطيات، وفي مقدمة تلك الأسماء فيصل بن فهد ـ يرحمه الله ـ.. وأظن أن الاسم وحده يكفي.. فما من مسؤول رياضي في أي دولة عربية إلا ويعرف من هو ذلك العرّاب، الذي أسس وصاغ ملامح الرياضة العربية ودعم مختلف مؤسساتها الرياضية بكل ما أوتي من قوة.. وقد تعمدت أن أورد اسمه هنا، إذ لا يمكن أن نأتي على ذكر الرياضة العربية، دون أن نشير إلى ملهمها ومعلمها..

 

 

إلا أن أكثر ما قد يؤرق "تركي بن خالد" وفريق عمله، هو كيفية تقديم البطولة العربية كمنتج رياضي منافس في سوق جماهيري تعددت فيه العروض، وبات الطلب على منتج جديد مرتبط بجودة عالية وكفاءة تصل إلى حد إقناع الجماهير بالاهتمام والمتابعة..!.

 

وقد لا ألوم المتابع العربي الكريم في تحفظه الكبير على البطولة أو عدم اهتمامه بها.. ذلك أن التجارب السابقة جعلته في حيرة من أمره.. فالصورة الذهنية لدى المتابع العربي لتلك البطولات صاحبها الكثير من الإحباط، بعد مشاهد التأجيل والإلغاء وعدم استمرارية البطولة من ناحية.. وبين آلية المشاركة وأسلوب البطولة الفني الذي مر بمراحل تغيير عديدة مبالغ فيها.. حتى باتت الصورة الذهنية لتلك البطولات مشوهة وغير جديرة بالشغف..!.

 

ذلك التغيير الذي حصل ـ وبشكل متسارع ـ استطاع أن ينزع الثقة من عقلية كثير من متابعي ومحبي البطولات العربية.. وباتت البطولات العربية بالنسبة لهم جسمًا غريبًا في عالم كروي امتلأ بما لذ وطاب من المنافسات المحلية والقارية هنا وهناك..

 

ومع عودة اجتماع الأشقاء في "أم الدنيا".. هل سنكون على موعد مع ميلاد جديد لبطولة لاهتمام الاتحادات المحلية العربية وتطلعات جماهيرها.. أم أنها ستنضم إلى باقي البطولات التي أخذت أطوارها تتشوه.. وانتهى بها المطاف..؟!.

 

تعمدت خلال المقال ألا أتطرق إلى الجوانب الفنية والمالية للبطولة؛ وذلك لأن أهميتها وتشعب محاورها يقتضي تخصيص مقالات ومساحة أكبر.. 

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..