|


د. حافظ المدلج
السوق المجنون
2017-08-05

بعد توقيع أكبر صفقة في التاريخ مع "بوجبا" قال "مورينهو": "ستجدون أن قيمة الصفقة معقولة وعادلة حين يأتي الصيف وتذهلكم الأرقام الجنونية"، ورغم ثقتي بالمدرب البرتغالي العبقري، إلا أنني لم أتفق معه فيما قال، لأنني كنت مقهوراً من المبلغ الذي دفعه "مانشستر يونايتد" لاستعادة نجم غادره مجاناً في أكبر غلطة ارتكبها "أليكس فرجسون"، ولكن الأيام القليلة الماضية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك صدق "مورينهو" عن "السوق المجنون".

 

 

هل تصدقون أن "نيمار" انتقل من "برشلونة" إلى "باريس سان جيرمان" بصفقة تاريخية قاربت مليار ريال، بالإضافة إلى راتب شهري عشرة ملايين ريال؛ ليصبح أغلى لاعب في التاريخ، وتلك أرقام لن يستطع النادي الفرنسي تعويضها من مداخيله؛ ما سيعرضه للعقوبات الأوروبية بحسب نظام العدالة المالية، ولن يقبل الاتحاد الأوروبي أعذار "السوق المجنون".

 

 

وربما تحمل الأيام المقبلة صفقة أكثر جنوناً لنجم صغير لم يثبت نفسه بعد، حيث تتنافس الأندية الأوروبية على الصاعد "مبابي" والاستعداد لإغراء نادي "موناكو" لبيع عقده بأكثر من 800 مليون ريال، وهو رقم جنوني آخر في لاعب صغير لم يقدم سوى موسم واحد في دوري ضعيف، مقارنة مع الدوريات الأربعة الكبرى، ولذلك كتب لكم عن "السوق المجنون".

 

 

وبرأيي المتواضع، أن أكثر الصفقات جنونًا كانت بانتقال ـ الفقير فنيًّا ـ "والكر" من "توتنهام هوتسبر" إلى "مانشستر سيتي"، بقرابة 300 مليون ريال، وقد أعجبني تعليق أسطورة هجوم المنتخب "قاري لينكر" الذي قال: "والكر بهذا المبلغ الكبير، فكم سيكون سعره لو كان يجيد الكرات العرضية"، فإذا كان ظهيرًا أيمن لا يجيد أبجديات لعب الظهير يباع بهذا المبلغ المجنون، فمن المنطق أن نتفق مع "مورينهو" بأن صفقة "بوجبا" أهون من "السوق المجنون".

 

 

وحين بدأ الإعلام إعداد مبررات هذا السلوك المالي "المجنون"، كانت أصابع الاتهام تتنقل بين اللاعب ووكيل أعماله ورؤساء الأندية التي أعماها الطمع، والحقيقة أن جميع العناصر أعلاه تشترك في المسؤولية التي جعلت الأمور تخرج عن السيطرة في "السوقِ المجنون".

 

 

تغريدة tweet:

ومع فارق الأرقام، فإن سوق انتقالات النجوم في "دوري المحترفين السعودي"، أصبح اليوم أكثر جنونًا لدرجة أنني أشكك في قدرة الاتحاد السعودي لكرة القدم على السيطرة، وربما كانت قمة الجنون أن يصبح اثنان من مهاجمي المنتخب الأساسيين خارج دائرة الانتقالات لأسباب مختلفة، قد لا تكون رياضية، وأتمنى أن يستشعر رؤساء الأندية مسؤوليتهم ويعقدون اجتماعًا خاصًّا لوضع الحلول، قبل أن يصبح "السوق المجنون" خارج نطاق السيطرة؛ لأن مصلحة الكرة السعودية تعتمد عليكم، وعلى منصات العقل نلتقي،،