|


مسلي آل معمر
الباطن ونجران .. يا حكومتنا
2017-08-15

لو فكرنا بعمق كرياضيين سعوديين أو غير رياضيين ونحن نتابع فريق الباطن المنافس في دوري المحترفين لولينا وجوهنا تجاه قاعدة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن وأدينا التحية العسكرية لجميع أبناء هذه المحافظة التي تقع في الشمال الشرقي من البلاد، ففريقهم هذا مزج جميع أبناء قبائل الشمال بشعار واحد ونية واحدة وهدف واحد، ليشكل نخبة من 26 محاربا بدويا، حوافزهم الهمة والفزعة والإخلاص مع قليل من المال الذي ربما لا يسد مصاريف الفرد الشهرية. 

 

كلنا نتذكر كيف قادت الصدف هذا الفريق إلى مصاف المحترفين، ونعلم كيف كان الوقت ضيقا لجلب اللاعبين سواء سعوديين أو أجانب، ورغم ذلك لفت الفريق الأنظار واستطاع أن يحجز له مقعدا بين الكبار في أول موسم صعود في تاريخه، إنهم بالفعل تنطبق عليهم مقولة رمز النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود حينما قال: بالقلوب نصارع الجيوب.. فهذا الفريق الذي لاتتجاوز ميزانيته السنوية العشرين مليونا سحق عميد الأندية الاتحاد بثلاثية على أرضه وبين جماهيره، كما سبق له أن انتصر على النصر العالمي برباعية قبل أشهر، والمفارقة الغريبة أن كلا الناديين الكبيرين المهزومين قد تكبدا في تكوين فريقيهما في آخر ثماني سنوات ميزانية لا تقل عن مليار ريال لكل ناد، منها ما لا يقل عن 300 مليون من الديون التي تهدد مستقبليهما.

 

بالتأكيد أن هناك من يتساءل كيف حقق الباطن كل هذا في ظل شح الموارد، والإجابة ببساطة من منظوري الشخصي، هي أن رئيس الباطن ناصر الهويدي كما يقول الأولون (راعي كار)، فهذا الرجل مارس كرة القدم لاعبا في النادي، ثم إداريا ثم رئيسا قاد فريقه من دوري الدرجة الثانية حتى الممتاز، حسب ما أسمع أنه موظف حكومي، وهذا يعني أن الرجل يعمل ويصحو في الصباح الباكر ولديه خبرة عملية، ويجب أن نضع جملة يصحو في الصباح الباكر فوق خطين، هذه النوعية من الإداريين لم تدلف إلى الوسط الرياضي من النافذة، كغيرها من الذين لا يدعمهم سوى أرصدتهم البنكية أو وجاهتهم الاجتماعية، الهويدي وأمثاله القلائل يديرون ولا يدارون، ليسوا كمن(طب) في المجال على غير تجربة أو دراية ثم يتلقفه أصحاب المصالح وتصفية الحسابات والمطبلين ليوجهونه حسب أهوائهم الشخصية وأهدافهم. 

 

ناصر الهويدي وأمثاله القلائل، هم من يجب أن يدعموا كي يستمروا ..

 

أعود إلى فريق الباطن وأقول إن هذا الفريق إلى جانب نجران، أحدهما يقع في الشمال الشرقي من البلاد، والآخر في الجنوب الغربي، يمثلان ثقلا ديموغرافيا وثقافيا كبيرا، فوجود أبناء هاتين المدينتين في الممتاز ينبغي أن يكون هدفا استراتيجيا، وذلك من خلال الدعم الحكومي، أو دعم الشخصيات المقتدرة كما تجد أندية التعاون والفيحاء وقطبي العاصمة وجدة، هاتان المدينتان ينبغي أن تبقيا مضيئتان لا منسيتان يا تجارنا .. ويا حكومتنا!.