|


مسلي آل معمر
عن أندية الشرقية.. يحلو الحديث
2017-08-22

بإمكان أندية الساحل الشرقي أن تقدم أفضل ممّا تقدمه منذ سنوات، فالاتفاق في الثمانينيات من التقويم الميلادي، كان من ضمن أقوى ثلاثة فرق، واستطاع تحقيق بطولة الدوري مع بطولات خليجية وعربية أخرى، وكان مثالًا للفريق الذي يلعب الكرة السهلة الممتعة، وكانت جميع المدرجات تميل إليه، حتى وإن كانت تعشق ألوانًا أخرى، كيف لا؟! وهو الفريق الذي يضم كلًّا من: الزياني، صالح خليفة، عمر باخشوين، عبد الحليم، وجمال، أمّا الجار "القادسية" فتلألأ نجمه في التسعينيات، حينما حقق كأس ولي العهد، ثم كأس الكؤوس الآسيوية، وكان يتفرّد بوجود لاعبين محليّين مميزين، بدءًا من غازي عسيري والبيشي "أبناء الدوسري والفرحان والقنبر"، حتى بعد أن ابتعد عن البطولات، استمر في إنتاج المواهب المميزة، بدءًا من ياسر القحطاني وكريري، ومرورًا بالسهلاوي والخيبري، وانتهاءً بياسر الشهراني، لكن هذه الميزة المهمة التي يتفاخر بها "بنو قادس" اختفت في السنوات الأخيرة، حيث لم تظهر أيّ موهبة قدساوية يُشار إليها بالبنان بعد ياسر الشهراني، وهذه الحالة تحتاج إلى أن يتوقف عندها القائمون على النادي. 

 

في النهضة، الأوضاع تُشير إلى الاستقرار، وذلك بعد أن تمّ انتخاب مجلس إدارة جديد، وأعتقد أن عودة النادي لن تكون صعبة، إذا ما أجادت إدارته الاستفادة من اللاعبين المتسربين من الجارَين "الاتفاق والقادسية" كما حدث في الموسم الماضي، عندما نافس الفريق على الصعود بقوة، والأمر ذاته ينطبق على الخليج الذي حصل على تمويلٍ كبيرٍ بداية الموسم الجاري، جرّاء بيع عقود بعض اللاعبين، وإذا ما تمّ استثمار هذه المبالغ في تدعيم الفريق، فإننا قد نرى أبناء الدانة في دوري الكبار الموسم المقبل. 

 

أعود إلى "الاتفاق والقادسية"، وأقول: إن مشكلة الأول "الاتفاق" تتمثل في عدم استفادته من العنصر الأجنبي بشكل واضح، بينما يتوفر لديه عناصر محلية أكثر من جيدة، والعكس صحيح إذا تحدثنا عن "القادسية"، فالأجانب مميَّزون، لكن المحليّين ليسوا كما في السابق، باستثناء بعض الاستقطابات الأخيرة، خصوصًا "عبد المحسن فلاتة، وياسين برناوي"، فكلا الفريقين يفتقد إلى الاستقرار على جهاز فني، مع وجود تغييرات كثيرة في العناصر، وهذا ما يقود إلى عدم الانسجام، مع أنني أعتقد أن الاتفاق قد وُفِّق في اختيار المدرب، حيث ظهر الفريق بهوية واضحة خلال بطولة تبوك، وفي أول جولتين من الدوري. 

 

عودة قطبَي الشرقية عاجلًا ليست سهلة، وأعني بالعودة: العودة إلى الأمجاد كفريقين تربَّعا على صدارة المنافسات العربية والآسيوية، لكنها ليست بالمستحيلة إذا ما تمّ تخصيص الناديين، وترك الأمر إلى مستثمرين مقتدرين، وإداريّين محترفين، لكن.. متى سيتحقق ذلك؟! العلم عند الله، ثم هيئة الرياضة والمركز الوطني للتخصيص.