|


د. حافظ المدلج
علمني القصيبي
2017-08-26

من يعرفني يعلم أن المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي" هو قدوتي في كثير من أمور الحياة، وأتمنى أن يكون في مجتمعنا الكثير من أمثال الراحل الذي ترك فراغاً كبيراً في الإدارة والأدب وغيرهما، وقد قرأت معظم إنتاجه المطبوع في الإدارة والشعر والرواية وكافة شؤون الحياة، فكان كتابه "العودة إلى كاليفورنيا سائحاً"، أحد الكتب القريبة إلى قلبي؛ لأنني درست الماجستير في الجامعة نفسها التي درس فيها الراحل؛ ولذلك كانت عودتي لزيارة جامعة USC تحمل في ثناياها عبق الرجل الذي أعطى الكثير للوطن؛ فتذكرت كم "علمني القصيبي".

 

في شهر أغسطس 2010، رحل غازي القصيبي من دار الفناء إلى دار البقاء، التي ندعو الله تعالى أن تكون خير منازله، وأن يجمعه الله في الفردوس مع أحبابه، وقد وافق هذا الشهر رمضان المبارك من ذلك العام؛ فقطعت على نفسي عهداً أن أكتب عنه في كل شهر خير، وأجدد له الدعاء كأقل واجب لمعلمي الذي لن أوفيه حقه مهما كتبت، ولكنني هذا العام أضيف مقالاً في الشهر الميلادي؛ لأنه كان أهم أسباب زيارتي لأمريكا التي فتحت عيني على الكثير من النقاط التي سأخصص لها مقالات قادمة، وكأنني مازلت أتعلم منه وأردد "علمني القصيبي".

 

أمريكا مدرسة حياة مختلفة أتمنى ابتعاث الكثير من شبابنا إليها؛ لأنها تفتح العقول وتوسع المدارك وتصقل النفوس بطريقة لا تقدمها أي رحلة اغتراب أخرى، فهي دولة نظام ومؤسسات مدنية متطورة ستعلم قادة المستقبل كيف نحقق رؤية 2030، وأكاد أجزم أن برنامج الملك عبدالله للابتعاث كان أهم "إرث" تركه "أبو متعب" رحمه الله لوطن حباه الله قيادة حكيمة تسعى دوماً لخدمة المواطن، وأعلم يقيناً أن الملك سلمان ـ حفظه الله ـ وولي عهد الأمين سيحققان نقلة نوعية وكمية في برنامج الابتعاث الذي أتمنى أن يكون لأمريكا نصيب الأسد فيه لقوة جامعاتها وتنوّع حضاراتها وتأثيرها الإيجابي كما "علمني القصيبي".

 

تغريدة tweet:

"غازي القصيبي" رحمه الله رجل بألف أدار أربع وزارات وسفارتين باقتدار، وألف عشرات الكتب في مختلف شؤون المعرفة والأدب؛ فأصبح بنظر الكثيرين مدرسة في إدارة الوقت، ومازالت مقولاته الشهيرة تتردد على الألسن ووسائل الإعلام حتى اليوم، فنستلهم منه الحكمة ونتعلم منه الهمّة، ونتمنى أن يرزق الله الوطن بالكثير من أمثاله في جميع قطاعات الدولة، وسأواصل بإذن الله كتابة مقالة رمضانية كل عام عن الراحل الباقي الذي أحدث طلابي عنه في الجامعة، وأنصحهم بقراءة كتابه "حياة في الإدارة"، الذي يلخص سيرته الإدارية العطرة، وعلى منصات غازي القصيبي نلتقي،،،