|


بدر السعيد
العوامية التي نحب..
2017-08-27

 

كان يوم الجمعة الماضي موعداً مع الوطن وللوطن.. جاء يوم 25 أغسطس الجاري حاملاً معه الكثير من الخير.. بعد أن عشنا وعاشت الرياضة السعودية ساعات من الفرح كان سببها بعد توفيق الله شاب طموح يسكن في جزء عزيز من بلادي هو "العوامية".. 

 

أقصد البطل.. أقصد "محمد السويق" لاعب "نادي السلام" ونجم المنتخب السعودي للتايكوندو الحائز ذهبية العالم في فئته..

 

نذكر "العوامية" فنتذكر معها تلك الفترة العصيبة التي مرت على أهالي تلك المنطقة.. والتي كان لأيادي الإرهاب فيها دور كبير في إحداث الدمار ونشر الدموية والتأجيج ضد الوطن.. كل الوطن..

نذكر "العوامية" فنتذكر أنفساً طاهرة بريئة انتقلت إلى رحمة الله دفاعاً عن أهلها وحفاظاً على أمنها..

 

نذكر "العوامية" فتزدحم الخواطر والذاكرة بالعديد من صور الإرهاب والخروج عن الطاعة.. والكثير من قصاصات أخبار ومشاهد للعنف تسببت بها مجموعة دموية إرهابية باعت نفسها لجماعات متطرفة.. ورهنت عقولها لأفكار إجرامية.. 

 

إلا أن الجميل في حكايا "العوامية" أنها تنتهي عادة بالفرح والانتصار.. لكنه فرح اختلفت مصادره وأسبابه.. وشتان بين تلك الأسباب..!

 

فالفرق كبير بين فرحة بإنجاز البطل "محمد السويق".. وفرحة بإلقاء القبض على المجرم "حسين الفرج"..

 

سأروي لأحفادي أنه في ذلك الركن الشرقي من بلادي.. كان هناك مجرم يدعى "نمر النمر" امتلأ بالوحشية وتشبعت أفكاره بالفتنة.. وارتبطت أعماله بالدمار وكان له الدور البارز في دعم وتسليح وشحن الخارجين عن النظام..

 

سأروي لهم أيضا.. أنه في ذات الركن من بلادي كان هناك رجل يحمل نفس الاسم.. لكنه كان يحمل فكراً وأملاً مختلفاً عن النمر الآخر.. في ذلك الركن المليء بالعمل والبناء من "العوامية" كان هناك رجل يدعى "فاضل النمر" حمل على عاتقه مسؤولية البناء وأمنيات الآباء وطموحات الأبناء.. وهو يقف على هرم رئاسة نادٍ رياضي اسمه "السلام"، وكم كان له ولناديه نصيب من ذلك الاسم..

 

 

شكراً من القلب.. لكل منسوبي الاتحاد السعودي للتايكوندو وفي مقدمتهم الأخ والصديق "شداد العمري".. ولكل منسوبي نادي "السلام" وفي مقدمتهم الأستاذ "فاضل النمر".. ولكل عائلة وأصدقاء ومحبي البطل "محمد السويق" ولكل من كان خلف هذا الإنجاز..

 

شكراً من القلب.. نقولها للبطل السعودي "محمد السويق".. آملين منه المزيد والمزيد من الانتصار..

 

شكراً من القلب.. لكل سعودي وسعودية كانوا سبباً في رسم الفرح على وجه هذا الوطن الكبير.. 

 

 

تلك هي العوامية التي أحببناها.. تلك هي الصورة الجميلة التي ينتظرها الوطن من كل مدنه ومحافظاته.. وتلك هي النظرة التفاؤلية التي تحيط بنا تجاه كل شبر في وطننا الكبير..

 

نامي أيتها العزيزة "العوامية" قريرة العين.. فالسويق وأمثاله هم رهانك في مستقبل الأيام..

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.