|


مسلي آل معمر
أنا أشجع المنتخب..
2017-08-29

قد يجد أحدهم نفسه محاطا بمجموعة من المهتمين بكرة القدم، كل واحد منهم يتحدث عن فريقه المفضل، و يرسل عبارات الازدراء تجاه المنافس اللدود، هذا"الأحدهم" يعرف أن الكرة مستديرة، يسمع بأسماء الفرق وبعض اللاعبين النجوم لكنه لا يذهب إلى أبعد من ذلك في هذا النطاق المثير، وحينما يفاجئه أحدهم بسؤال عن أي فريق يعشق يرد مباشرة: أنا أشجع المنتخب!..

 

الأخضر هو فريق من لا يتعصب لمدرج، وفريق من يعشق كرة القدم لجمالها وإثارتها، وفريق من يسلطن و "يشوش" حينما يسمع "فوق هام السحب" و"الله الله يا منتخبنا" و"جاكم الإعصار"، فريق من يشعر بالزهو وهو يرى الرايات الخضر ترفرف في المدرجات، فريق من يتألم وهو يسمع تصريحات تقلل من منتخب بلده كتصريحات تشافي الشهيرة، إنه فخر من يشعر بالنشوة حينما ينطق المذيع الداخلي أو معلق المباراة باسم بلده في مباراة تنافسية هامة. 

 

أستطيع أن أسمي مباراة اليوم مواجهة التأهل، فالفوز فيها يعني أن الخروج من التصفيات لاحقا أشبه بالمعجزة، لأنها لن تحدث إلا إذا أرسل الآسيويون فيروسا إلى الآله التي تحسب النقاط في فيفا، يلخبط الأوراق ويبعد منتخبنا عن المونديال، أقول إنها مواجهة التأهل لعدة أسباب، أولها: أن الفريق الخصم يعد أسهل نسبيا من المنافسين على صدارة المجموعة، ثانيها: تعتبر آمال الخصم ضعيفة لذا ليس لديه الدافع القوي للفوز، ثالثها: أن الانتصار في مباراة اليوم سيعطي اللاعبين ثقة كبيرة أمام المنافس الأقوى اليابان في المواجهة الأخيرة والعكس ـ لا قدر الله ـ  صحيح. 

 

 يحسب لمارفيك مدرب الأخضر الثبات على تشكيلة محددة رغم هبوط مستوى لاعبين و صعود نجم آخرين، وهذا ما قد يراه بعض النقاد إحباطا للعناصر التي برزت مؤخرا، لكن كل شئ في رأيي يعتمد على مدى قناعة اللاعبين بقدرات جهازهم الفني، والطريقة التي يعمل بها، وأعتقد شخصيا أن من أسباب تحسن نتائج الأخضر هو أن المدرب وجد الحرية الكاملة في العمل الفني دون أي تدخلات، وهذه الميزة افتقدتها منتخباتنا وكثير من أنديتنا منذ أمد طويل، ففي هذا الجانب تغيب الحلول الوسط، فإما نجد الإداري يتدخل في صميم العمل الفني للمدرب، أو نجد إداريا آخر يعطي صلاحيات فوق العادة لمتدرب لا يملك أي خبرة أو عمل تدريبي فيقوض عمل سنوات في أشهر قليلة.. 

 

في النهاية أقول إنني اليوم أشجع المنتخب.. لقد اشتقنا لترديد اسم بلدنا في أكبر تظاهرة عالمية.. فلا يليق بنا إلا أن نكون حاضرين هناك ولا يليق بالمونديال إلا أن ترتفع في سمائه الراية الخضراء.