|


مسلي آل معمر
تأهلنا رغم الحمقى!
2017-09-08

بعد أن وضعت معركة التأهل أوزارها بنصر كبير للأخضر، والذي كانت عناصره تمثل كل سعودي، ثم أصبحت الآن تمثل كل عربي حر أصيل في المحفل الكبير، أقول بعد أن أسدل الستار في أفضل صورة نتمناها، ينبغي علينا أن نتحدث سويًّا بصراحة، ونضع جميع الملفات على الطاولة، فالأمر يتعلق بسمعة الوطن وصورته والانطباع عن كل مواطن أمام العالم أجمع.

 

لا أنسى ما كان يحدث لنا في شوارع اليابان ومقاهيها أثناء تغطيتنا لمونديال ٢٠٠٢ وبعد ثمانية ألمانيا، حينما يعلم المشجعون الأجانب أننا سعوديون، يكون تعليقهم "سوووري"، وينطقونها بكل أسى تعاطفًا مع ما حدث لمنتخبنا آنذاك، كما لا أنسى تصريح تشافي عن الأخضر، وهذا يؤكد أننا نحتاج إلى عقود من الزمن لتغيير صورة ذهنية سيئة تم تكوينها خلال ٩٠ دقيقة فقط!..

 

من خلال قراءتي للمشهد، لا أجد "أحمق" من الذين يتصيدون أخطاء لاعب في المنتخب، لمجرد أنه يلعب لناد منافس، وفي المقابل يمجدون اللاعبين الذين ينتمون لناديهم المفضل، حتى إن كانوا سيئين، وهذا السلوك مستشر إلى درجة المرض في جزء كبير من مدرجات النصر والهلال، والمدرجات هنا تشمل المشجعين والإعلاميين، وصفت هؤلاء بالحمقى لسبب بسيط وبعيد عن دواعي الوطنية وادعاءاتها، حيث فات عليهم أن هذا اللاعب الذي يمجدونه قد ينتهي عقده بعد أشهر قليلة، 

 

ولو وجد عرضًا من المنافس يزيد على عرض ناديه بريال واحد، فإنه قد يخلع القميص وينضم للمنافس اللدود، وبذلك يصبح عدو اليوم وصديق الأمس، ليتهم يعلمون أن المدرج والشعار باقيان، أما اللاعبون فإنهم بالطبع سيبحثون عن مصالحهم، بينما نجد أن تاريخ منتخب بلدنا هو الأهم وهو الثابت والبقية متغيرون. 

 

لا أحبذ أن أطلق وصفًا كهذا وأقول حمقى، لكن ينبغي علينا في الإعلام أن نتصدى لمثل هذه السلوكيات التي تشوه جمال اللعبة والمنافسة، وتضرب روح المنتخب، فالسهلاوي غدًا قد نراه في الهلال والمعيوف قد ينتقل للنصر، والمولد كاد يلعب للأهلي، ومعتز من المحتمل أن يتحول إلى اتحادي، جميعهم قد يتغيرون بأمر الاحتراف وتأمين المستقبل، لكن الأخضر هو الثابت الذي لا يتغير، وهو المبدأ الذي لا يمس.