|


د. سعود المصيبيح
ميزانية الخير
2010-12-23
أكبر ميزانية في تاريخ المملكة بإنفاق مبلغ 580 ملياراً والصدارة للتعليم والتنمية وتطوير الموارد البشرية، حيث زادت الميزانية التي أعلنها نائب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الوزراء الإثنين بـ40 ملياراً عن الميزانية السابقة، وأكد نائب الملك على جميع المسؤولين الالتزام بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بأهمية التنفيذ الكامل لمشاريع هذه الميزانية بكل أمانة وإخلاص لرفعة الوطن وازدهاره، وركزت الاعتمادات المالية على قطاعات التعليم والصحة والخدمات الأمنية والاجتماعية والبلدية والمياه والصرف الصحي والطرق والتعاملات الإلكترونية ودعم البحث العلمي... كما تضمنت الميزانية برامج ومشاريع جديدة ومراحل إضافية لبعض المشاريع التي سبق اعتمادها تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 256 بليون ريال، وخصص لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة 150 بليون ريال يمثل 26 % من النفقات المعتمدة للميزانية، كما تبلغ مخصصات قطاعات الخدمات الصحية والتنمية الاجتماعية 68،7 بليون ريال بزيادة نسبتها 12 في المئة، وفي ميزانية هذا العام بلغت الإيرادات الفعلية 735 بليون ريال بزيادة تبلغ 56 بالمئة عن الإيرادات المقدرة في بداية العام... وبحمد الله وفضله تواصل هذه البلاد نهضتها الاقتصادية والتنموية، حيث يعبر هذا الارتفاع الضخم في ميزانية هذا العام عن تميز الإجراءات المالية التي اتبعتها وزارة المالية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، حيث الاهتمام الملحوظ بالتعليم وإعداد الكوادر البشرية والابتعاث وبناء الجامعات إضافة إلى توسعة الحرم المكي الشريف الذي يعتبر الأضخم من نوعه، وهذه الميزانية تبشر بتطور ملحوظ للاقتصاد السعودي يتطلب اسهاماً أكبر من القطاع الخاص في التنمية وبالذات في مجال التوظيف وفتح فرص العمل للشباب السعودي وتدريبه وتأهيله للعمل لحل مشكلة التزايد الملحوظ في البطالة المرتبط بزيادة مخرجات التعليم نتيجة لكثرة المتعلمين وزيادتهم تبعاً للانفجار السكاني الذي تعيشه المملكة، حيث تعتبر أعلى دولة في زيادة السكان نتيجة للرخاء والرفاهية والاستقرار الذي تعيشه البلاد بفضل الله ومنته، ولاشك أن قطاع الشباب والرياضة حظي بالخير الوفير في ميزانية الخير بما شمله من بناء منشآت رياضية، حيث أعتمد للرئاسة العامة لرعاية الشباب مبلغ ثلاثمئة وخمسة عشر بليون ريال تقسمت في نفقات للنشاط الثقافي والرياضي وإعانات للأندية الرياضية... وأعتقد أن توجهات العالم تتجه إلى التخصيص، حيث يلاحظ المداخيل الهائلة التي تظفر بها الرياضة مما يعني أن الرياضة من الممكن أن تأتي بعائد للدولة عبر التخصيص الجيد واستغلال مداخيل الأندية من إعلانات وتسويق في تطوير الرياضة وإنشاء مقرات للأندية، ومن يرى الأرقام الفلكية التي تحملها ميزانية أندية عالمية وشراء حقوق لمباريات دولية ودوريات لدول معينة يتضح أهمية ذلك، وبحمد الله فهذا هو التوجه حيث البداية بدوري زين الذي يمثل بداية في نفس التوجه.