|


د. سعود المصيبيح
المطر
2011-12-01
اتصل بي ابني نايف وهو طالب في الصف السادس الابتدائي يعلن بفرح بالغ أن غدا يقصد يوم الثلاثاء الماضي يوم إجازة بسبب الظروف الجوية وبالتالي لن يذهب للمدرسة.حاولت أن أمازحه فقلت بأنني سأتصل بوزارة التربية والتعليم وأطلب منهم إلغاء القرار نظرا لأهمية التعليم.فرد بابا حرام عليك هم يعرفون وعطلونا. ضحكت وقلت أنا متأكد أن الوضع سيكون طبيعيا وتوقعات مصلحة الأرصاد في غالب الأحيان غير دقيقة وبالتالي سيكون الأمر عاديا.أما سبب اتصال الابن نايف بي لإخباري بذلك فهو لأنني حازم في موضوع الدراسة ولا أسمح لأبنائي بالغياب حتى آخر يوم وكذلك موضوع بداية الدراسة أو بداية اليوم الصباحي، وهي أمور علمت نفسي عليها وأدرك أهميتها في تربية النشء على أهمية الدقة واحترام الوقت، وزادها فترة عملي في وزارة التربية مع الدكتور محمد الرشيد الذي كان يعمم ويحرص على الدراسة حتى آخر يوم، وذهب الدكتور الرشيد وتبخرت تلك الجدية وأصبح الطلبة يتأخرون عن الدراسة أياماً كثيرة قبل بدايتها، ويعطلون أنفسهم أياماً كثيرة قبل نهايتها.. حتى لايبقى في الفصل إلا طالب أو طالبان وهذا قمة عدم تقدير الوقت واحترامه وينشئ الطالب على اللا مبالاة وعدم حب النظام، ولهذا أنا في سجال مع نايف وأطلب منه الذهاب للمدرسة حتى آخر يوم، وطبعا يتصل مسؤول المدرسة ويقول لا أحد يحضر فتعال خذ ابنك أو أرسل أحداً يأخذه.وعدت للتفكير مرة أخرى عن سبب كره أبنائنا للمدرسة وفرحتهم بالغياب وعدم الذهاب لها رغم مبانيها الجميلة ونوعية الخدمات التي تقدم في بعض المدارس وبالذات الأهلية، لكن أسلوب التدريس وإيصال المعلومة والمنهج والبيئة والوقت الذي يمضيه الطالب في المدرسة لايشجع على حب المدرسة بل هو وقت ممل ثقيل بمنهج طويل وأسلوب تدريس قديم ويوم دراسي يفتقد للإثارة والتشويق والجاذبية.أما المطر فقد ضاع يوم دراسي على الطلبة لم يكن له داع وطبيعي المجال محرج للمسؤولين عن التعليم فقد يعتمدون على رأيهم ويتجاهلون تحذيرات الأرصاد ثم يحدث مالا تحمد عقباه، وقد تكون تحذيرات الأرصاد خاطئة ومبالغاً فيها وغير دقيقة كالعادة، فيضيع يوم دراسي كما حدث يوم الثلاثاء الماضي.وعادت بي الذاكرة مع زميل قديم كيف كنا نذهب للمدرسة ومن المستحيل أن نفكر بالغياب وكان المطر على أشده والبيوت طينية قديمة وكذلك المدارس، أما الطرق فهي ترابية يصعب المشي فيها ومع ذلك نذهب للمدرسة مشيا على الأقدام في شدة البرد وغزارة المطر. وعموما نقول بأننا في بداية الموسم والأيام حبلى بمفاجآت الأمطار التي ستخطئ فيها الأرصاد كما فعلت.. لأن الأمطار كانت عادية ويمكن التعايش معها في معظم مدن المملكة وإلا فسوف نحقق رغبة الأولاد ونغيبهم طوال موسم الأمطار مع الواقع الذي لا يحبذه الطلبة مع اليوم الدراسي الحالي.