|


د. سعود المصيبيح
لماذا الابتعاث؟
2012-01-22
أكد ولي العهد حفظه الله خلال لقائه بوزير الصحة وأعضاء مجلس الخدمات الصحية على أهمية تفعيل دور برامج التدريب والابتعاث لتوطين وتطوير الكوادر الصحية، وهي رسالة مهمة جدا تشدد على دور التدريب والابتعاث في مجال تطوير القدرات البشرية.
والحقيقة أن من ينظر لتاريخ الابتعاث في هذه الدولة المباركة يجد أن الملك عبد العزيز طيب الله ثراه كان حريصاً على الأخذ بكافة الوسائل المعنية بنهضة وطنه وتقدمه والحكمة ضالة المؤمن لذا تمثل بالاستعانة بكل طبيب أو مفكر أو صاحب رأي أو دراية مادام مفيدا للوطن فكان من حوله الخبراء والأذكياء والكفاءات والمفكرين بغض النظر عن الانتماءات القبلية أو المناطقية أو الإقليمية، كما حرص على إيفاد وابتعاث أبناء الوطن وفق الإمكانيات المتاحة لوضع استراتيجية تكون نبراساً للمستقبل ولهذا واصل أبناؤه من بعده رحم الله الميت منهم وأطال الله في عمر الأحياء ومعهم رجال الدولة المخلصين الذين توسعوا في ابتعاث أبناء وبنات الوطن حتى صار عندنا البارزين والمبدعين في مجالات الطب والجراحة والهندسة والعلوم والفكر والتربية وفي جميع مجالات المعرفة.
وها هم السعودي والسعودية في مستشفيات المملكة يتميزون بأدائهم المذهل في كافة التخصصات وقبل أيام كرم مجموعة من قدامى الخريجين التربوي القدير الشيخ عبد العزيز المنقور الملحق التعليمي السابق في أمريكا بحضور طلائع المبتعثين الذين منهم الاستشاري الطبي الناجح والإعلامي القدير ورجل الأعمال الناجح والوزير والأكاديمي وغيرها من المهن المختلفة.
وحاليا يواصل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي انتفاء المتفوقين للدراسة في أفضل الجامعات في العالم وفي أدق التخصصات مع التركيز على الطب والعلوم حتى وصل العدد قرابة المئة وخمسين ألف مبتعث ولا يجادل في أهمية الابتعاث إلا متقوقع لا يريد للوطن نهضة وتقدما بسبب قصور رؤيته وبحمد الله غالبية البارزين في العمل الخيري والإسلامي هم من أبناء المملكة ومن الذين درسوا في الخارج ونشروا عقيدة الإسلام الخالدة. أما من يفشل فهو على نفسه والفاقد قليل وهو سيفشل في الداخل لو بقى أيضاً.وبقي أمر يتمثل في أن من يناط بهم أمور المبتعثين أو إدارات تطوير القوى العاملة أو في الشئون المالية للمتقدمين للابتعاث أن يكونوا عقليات إيجابية تفرح لتعليم أبناء وبنات الوطن فهناك شكاوى في بعض الجهات من تعقيدات وجهل وبطء في الإجراءات وتسويف لراغبي الابتعاث بينما المفترض وجود أناس ينهون الاجراءات بسرعة وحرص وإخلاص، وأتذكر أنني نسيت الكثيرين ولكن لم أنس من ساعدني بهمة وإخلاص لإنهاء ابتعاثي وأدعو لهم بالخير، وبالمقابل أذكر بالسوء تلك الوجوه البليدة المسوفة التي أضاع أصحابها وقتاً أثر علي وعلى زملائي.