|


خالد قاضي
الاتحاد 55 من 66
2009-04-18
بين رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد وعضو شرف الاتحاد منصور البلوي صفة مشتركة وهي (الشعر) وعشقهما لكتابة النصوص الشعرية والغنائية التي تغنى بها فنان العرب (الأهلاوي) محمد عبده بأشهر قصائد رئيس الهلال وعضو شرف الاتحاد البلوي، الذي لو كان يعلم أن الاتحاد العميد سيحقق بطولة الدوري بهذه الطريقة الخرافية لأجل إعلان قصيدته ولغازل درع الدوري بكلمات (الأماكن كلها مشتاقة لك) إلى ما بعد نهاية المباراة.. ولو كان رئيس الهلال الشاعر يعلم أن فريقه سوف يخسر نهائي الدوري بعيداً عن مستواه المعروف لأجل إعلان قصيدته إلى ما بعد المباراة التي يقول فيها (مذهلة.. تملأك بالأسئلة).
في الاتحاد لم يكن للبطولة طعم ومذاق خاص لو أن الوحدة أهدى الدرع قبل جولتين من النهاية بالتعادل مع الهلال في مكة لأن المثل الشعبي يقول (اللي ما يأكل بيده لا يشبع) وعندما يجرب الإنسان طعم الطبخ بيده يكون ألذ وأطعم من الأكل الجاهز.. ولهذا أخذها الاتحاد بذراعه القوية وكأنها ذراع النمر المفترس من بين أنياب القرش الهلالي الذي كان يلعب على أرضه وسط الأمواج الجماهيرية الزرقاء التي لم تحتفل طويلاً بالتعادل قبل أن يحول المغربي هشام بوشروان الفرح من اللون الأزرق إلى اللون الأصفر الذي كسا مدرجات درة الملاعب في عاصمة الحب والإنسانية.. وجاء حضور (هشام بوشروان) كحضور (شوربة الحريرة المغربية) على المائدة الاتحادية الشهية.
وإذا كان الاتحاد في تلك الليلة قصيدة فإن (محمد نور) هو بيت القصيد.. وإذا كان الاتحاد قال نثراً يوم منازلة الهلال فإن أجمل عبارة في هذا النثر هي الجمهور الاتحادي الذي صبر طويلاً وفرح كثيراً.
الغريب الذي ينثر علامات الاستفهام هو كيف فقد الاتحاد فرصة الفوز بكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل وهو يملك هذه الكوكبة من النجوم.. فعلاً لماذا غاب الاتحاد عن نهائيات كأس ولي العهد والأمير فيصل خاصة أن خروجه من البطولتين جاء على يد النصر (خامس) الدوري السعودي.
في الموسم الماضي خطفها الهلال من الاتحاد في جدة بأخطاء المدرب كالديرون.. وهذه المرة لم يلدغ كالديرون ولاعبوه من نفس الجحر الأزرق.. فكانت الأوراق الاتحادية مرتبة ومنظمة.. وجاءت الأخطاء الهلالية التدريبية المبكرة بطرد (عزيز..قوم ذل) وهو طرد مستحق وإخراج النجم المؤثر طارق التايب من وسط الملعب وسط ذهول الجميع بمن فيهم الاتحاديون قبل غيرهم، الذين تنفسوا الصعداء بخروج التايب الذي اعتقد أنه تغيير إداري وليس فنياً، وحتى لو كان فنياً يسأل عنه مدير الفريق سامي الجابر على اعتبار أن البلجيكي ليكنز حديث عهد بالهلال.
وبعملية حسابية بسيطة قد لا تخفى على طالب الابتدائية نقول بأن الاتحاد حقق 55 نقطة من 66 هي مجموع نقاط 22 مباراة ولم يخسر إلا مرة واحدة أمام الأهلي الذي حرم الاتحاد من تكرار إنجاز الاتفاق عندما حقق قبل سنوات بطولة الدوري بدون هزيمة.
أما القضية التي حاربت وضاربت من أجلها وهي التحكيم الأجنبي فمن حقي أن افتخر بأنني كسبت القضية أمام جميع المعارضين إن أرادوا على الورق أو على الهواء، فالحكم الأجنبي اليوناني أخرج لنا مباراة الهلال والاتحاد إلى بر الأمان.. وعلينا أن نتخيل لو أن حكماً محلياً أدار المباراة هل كان يملك الشجاعة على طرد خالد عزيز أو احتساب ضربة جزاء.. وكل ما أخشاه أن يخرج علينا رئيس لجنة الحكام الأخ عبدالله الناصر ويقول بأنه لم يشاهد المباراة بدلاً من أن يطالب الحكام المحليين بالاستفادة من خبرات الأجانب وقدرتهم على إنجاح المباريات.