|


خالد قاضي
يالطيف.. ياعبد اللطيف
2009-05-30
لم يكن فوز الاتحاد على الشباب بهدفين لهدف في جدة وتأهله لدور الثمانية الآسيوي أمراً مفاجئاً بالنسبة لي وللكثير من الجماهير، على اعتبار أن الاتحاد كان الأحرص على رد الاعتبار بعد رباعية كأس الملك في الرياض، ولم يكن خروج الاتفاق في ظل غياب ورقته الهجومية الرابحة صالح بشير على يد بختاكور الأوزبكي أمراً مستغرباً، وهذا ليس تقليلاً من الشباب أو الاتفاق، لكن الصدمة الكبرى في يوم الثلاثاء الماضي الساخن الذي أشعل الغضب في المدرجات الزرقاء أن خروج الهلال جاء بيده وليس بيد(أم صلال) القطري، الذي لم يكن يحلم أكثر المتفائلين من جماهيره أو إدارته بالتأهل عبر البوابة الهلالية الحصينة والعتيدة. أقول بأن الهلال هو الذي هزم نفسه، ويعلم الله أن الكابتن الخلوق عبداللطيف الحسيني رجل احترمه كثيراً لأخلاقه أولاً ثم لشجاعته.. ولكن من الحب ما قتل.
كنت ضيفاً على قناة العربية قبل أسبوعين مع الزميل بتال القوس في برنامج في المرمى، ويومها كان الهلال يلعب في قم الإيرانية أمام صبا باتري في الدور التمهيدي، وتحدث الحسيني وقال: لقد وافقت على تدريب الهلال من أجل فلان أو فلان ولم أكن أرغب في الموافقة، وكان ردي بأن يكون الحسيني واضحاً في كلامه، فالجماهير لا ترحم خاصة في الأندية الكبيرة والشعبية والهلال في مقدمتها بلاشك، فالتدريب إما أن توافق وتتحمل المسؤولية وإما أن ترفض وتخرج من الموضوع يا أسود يا أبيض، وجاءت المواجهة أمام أم صلال وكان الخطأ الفادح من المدرب الوطني عبداللطيف بإخراجه ويلهامسون وأعقبته بإخراج ياسر القحطاني، هذان التغييران قتلا فرص الفوز لدى الهلال الذي كان بحاجة للعب برأسي حربة، ولم يكن استمرار الغنام في الوسط بالحل الأفضل من إخراج ورقة هجومية ومهمة في الوسط بحجم ويلهامسون.. في الوقت الذي كان من المطلوب استمرار ياسر داخل الملعب حتى لو لعب بـ(عكازين)، لأن ياسر حتى وإن كان في أسوأ حالته قد يسجل في أي لحظة، إلى جانب أن وجوده داخل الصندوق فيه ضغط نفسي على الفريق المقابل.
ولأنني أعرف أن الحسيني شجاع فقد استغربت تصريحه بعد المباراة الفاجعة على الجماهير الهلالية وهو يقول: لماذا تنتقدوني ونسيتم خروج الهلال على يد المدرب الروماني كوزمين؟ وهو تصريح يذكرني بتصريح ناصر الجوهر عندما خسر في مونديال 2002م أمام ألمانيا بثمانية أهداف وقال بعدها: أين كانت الصحافة السعودية عندما خسر ماتشالا مع المنتخب السعودي أمام البرازيل في كأس القارات؟ إن إخراج ويلي وياسر غلطة أسقطت الهلال في مباراة لاتقبل التعويض، ولو أن الكابتن عبداللطيف الحسيني أراد أن يقنعني من هنا وحتى سنة مقبلة بأن إخراجه للسويدي ويلهامسون وياسر القحطاني له ما يبرره لما اقتنعت، ولا أجد أمامي إلا أن أقول (يالطيف..ياعبد اللطيف).