|


د. علي عبدالله الجفري
الرياضة الجامعية مرات أخرى
2008-11-24
لن تتغير قناعاتي بأن تمهين المجال الرياضي، وتفعيل الرياضة المدرسية والجامعية وإدخالهما في المنظومة الرياضية في الوطن هو السبيل و الأسلوب الأنجع لرياضة وطنية أوليمبية ذات مستوى عال، توازي طموح ولاة الأمر ومكانة الوطن على المستوى العربي والعالمي.
أُعجبت كثيراً بالمنشآت الرياضية لجامعة الإمام محمد بن سعود، والتي نستفيد منها هذه الفترة نحن في كلية التربية البدنية والرياضة في تدريس المقررات العملية، لحين الانتهاء من استكمال منشآتنا الجديدة داخل الحرم الجامعي لجامعة الملك سعود. وبقدر إعجابي الشديد ومفخرتي بهذه المنشأة، إلا أنه تشوبني الحسرة على الهدر الذي يعتري رياضة الوطن من عدم استثمار منشأة بهذا المستوى في صناعة أبطال رياضيين. أتحسر على التكلفة المادية للمنشأة مقارنة بنسبة الاستفادة منها إذا ما نظرنا إلى هذه الآلاف من الشباب التي تتواجد في حرم الجامعة لبضع ساعات يوميا لمدة لا تقل عن تسعة أشهر في العام. هذا الهدر وعدم الاستفادة من المنشآت الرياضية يتكرر في كل جامعاتنا التي توجد فيها منشآت رياضية متكاملة مثل جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فيصل.
الرياضة علم وصناعة وهي إحدى مؤشرات النهضة لأي بلد، وتحتاج إلى فكر وجهد ووقت للتخطيط وللتنفيذ لتحقيق التقدم والتطور المأمول في هذا المجال. وأعتقد أنه من الصعب بل قد يكون من المستحيل أن تقوم جهة حكومية واحدة هي الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتخطيط والتطوير والتنفيذ والمتابعة لجميع الألعاب الجماعية والفردية، دون الاستعانة بالجهات الحكومية الأخرى مثل وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي. الرئاسة العامة لرعاية الشباب يجب أن تهتم فقط برياضة المستويات العليا من خلال اتحاداتها الرياضية، وتكثف جهودها وميزانياتها على لاعبي الصفوة، وتضع السياسات العامة لرياضة المراحل المختلفة الأخرى، وتترك التنفيذ والمتابعة لوزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لأنها هي الحاضنة لهذه الشريحة من المجتمع من خلال الرياضة المدرسية و الجامعية.
قلبي مع أهم وأكبر اتحاد رياضي في الوطن، اتحاد كرة القدم وقدرته على رعاية هذا الكم الهائل من البطولات لفرق الناشئين والشباب والأولمبي والمحترفين، بالإضافة إلى تجهيز ومتابعة منتخبات هذه المراحل، وتطوير المدربين والحكام في ظل عدم تفرغ جميع أعضائه باستثناء أمينه العام.