|


د. علي عبدالله الجفري
الإعلام الرياضي والقرار السياسي
2011-10-03
استبشر الوطن بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يوم الوطن قرار مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى، وكذلك ترشحها للمجالس البلدية ابتداءً من الدورة المقبلة. القرار لاقى ترحيباً واسعاً ليس فقط على المستوى الوطني والخليجي، بل على المستويين العربي والدولي، وتصدر ذلك القرار النشرات الإخبارية والصفحات الأولى للعديد من القنوات والصحف الغربية. القرار ليس أول القرارات الإصلاحية التي يعلنها مليكنا الوقور، وهو بالطبع ليس آخرها، لكنه يعتبر أحد أهم القرارات التي أكد فيها التزامه (حفظه الله) بإعطاء المرأة السعودية حقها في المشاركة في التنمية.
الإعلام بتعدد وسائله ومستوياته يعد المرآة الصادقة ـ في أغلب الأحيان ـ التي تتلمس من خلالها القيادة السياسية المتطلبات التنموية والخدماتية للوطن وللشعب، والقرارات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين بما فيها قرار مشاركة المرأة خير دليل على ذلك. فقد كان لمصداقية ومهنية وواقعية الطرح الإعلامي للقضايا الوطنية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية ومشكلات البطالة والفساد وغيرها، دور هام في صدور قرارات زادت من عدد المستشفيات التخصصية في مناطق المملكة بطاقة استيعابية كبيرة، وأنشأت هيئة لمكافحة الفساد، واستحدثت وظائف مدنية وعسكرية، وقدمت إعانة للعاطلين عن العمل.
نبقى نحن في الإعلام الرياضي بعيدين كل البعد عن طرح القضايا التي تهتم برياضة الوطن، القضايا التي تجعل القيادة السياسية ترى الرياضة الوطنية على أنها أحد أهم ركائز التنمية في عصرنا الحالي. غمسنا أقلامنا وقبل ذلك رؤوسنا في أضيق مفهوم للرياضة وبالتالي لم يستطع أن يرانا أحد ولا أن يرى الرياضة بمفهومها الواسع وانعكاساتها على التنمية. لقد أسأنا جميعاً متخصصون ومنتمون ودخلاء إلى الرياضة الوطنية بانغلاقية طرحنا الإعلامي ومحدودية آفاقنا وتطلعاتنا، وبالتالي لم يعد يسمع لنا صوت ولا يُرى للمجال طموح.
لا أعلم متى سوف نفيق من سبات الطرح الإعلامي الخاسر بتكرار قضايا أقل ما نقول عنها إنها نسخ محدثة من المواسم السابقة. متى نناقش ضرورة استضافتنا للأحداث الرياضية العالمية للمساهمة في تنمية البنى التحتية للوطن، متى نناقش أهمية تبوء مسؤولينا مناصب قارية ودولية لنتمكن من الخروج من أنفاق المناصب الخليجية والعربية، متى نناقش أهمية تواجدنا في مجلس الشورى لنتمكن من المشاركة في صناعة القرار الرياضي الوطني، ومتى نناقش ضعف حجم الإنفاق الحكومي على الرياضة بالقرائن والبراهين.. متى ومتى؟.