|


سعد المطرفي
مغامرة محرجة
2009-07-12
شيء مٌلفت أن تقوم إدارة الوحدة  بتوظيف معظم الصحفيين المحيطين بها.
فنادي الوحدة يعاني من ديون وقلة موارد ونصف لاعبيه يفكرون في الانتقال إلى الأندية الثرية.
وإمكانياته المالية محدودة  جدا ويعجز في كثير من الأحيان عن الوفاء بالتزاماته  نحو مدربيه وموظفيه، وليس لديه موازنة كبيرة  بحجم الهلال أو الإتي  أو الشباب أوالنصر، والأجير دوما يريد أجره قبل أن يجف عرقه.. فمن أين  ستكون أوجه الصرف على هؤلاء؟  وهل ستتم من خزينة النادي مباشرة  أم من حساب شخصٍ (ما) على اعتباره أنها نفقة استثنائية هذه المرة وتحدث في ناد من فئة ذوي الدخل المحدود؟ ثم هل يمكن  أن يقبل هذا العدد من  الصحفيين في أسوأ الظروف  الصمت لو تعرض فريق كرة القدم لهزة من نوع هزة الرائد الشهيرة  وساءت النتائج أكثر مما مضى؟
إنها أسئلة بسيطة ومشروعة جدا لكي لا يفقد الزملاء قيمتهم المهنية وتفقد الصحف جمهور الوحدة وتخسر الوحدة مزيدا من المال على أفكار من هذا النوع.
فجمهور الوحدة حتى لو لم يكن مؤثرا في أرقام التوزيع  إلا أنه تعود أن يعرف كل شيء بدقة عن ناديه بفضل هؤلاء، لكن الأمور الآن تغيرت  أو هي في طريقها للتغيير، ومن كان يكتب بالأمس عن الحقائق بصدق ومهنية قد يعجز عن ذلك غدا، لأنه حينما يطعم الفم ستستحي العين لا محالة عن رؤية الخطأ.
فإذا كان الهدف من التعيينات الجديدة خدمة النادي فالأمر سيبدو مقبولا للغاية ومريحاً للطرفين.
أما إذا كان الهدف احتواء الحقائق وحجبها عن هذا  الجمهور فأظن أن الأمر سيكون مغامرة للاثنين معا، لأن هؤلاء ربما سيخسرون صحفهم تدريجيا وبالتالي لن يكون بوسع الإدارة المكلفة طردهم  لتعيين من سيحل محلهم وإلا ستكون بحاجة إلى موازنة خاصة وكبيرة لاحتواء كل ما ينشر سلبا في وسائل الإعلام،  وقد لاتنجح في ذلك أو ربما يكتشف هؤلاء أن الهدف من هذا التعيين هو مكيجة العمل الخاطئ فيتنصلوا من مهامهم لتصبح العلاقة شائكة جدا وحينها اللي مايشتري يتفرج .  
 لذلك من ورط إدارة الوحدة في هذه الفكرة عليه أن يتنبه إلى أنها مغامرة حرجة ومحرجة جدا وليـس توقيتها الآن.
والإدارة العملية الناجحة يجب ألا تخشى شيئا، ومنجزاتها وأعمالها وبطولاتها ستتحدث عنها مع الأيام، وليس بوسع أحد أن يحجب هذه الأمور عن الناس مهما فعل، أما الإدارة التي لديها ما تخفيه وتخافه فليس بوسع أي كاتب أو صحفي  أو مراسل أن يقول بأنها ناجحة أو يقدم عنها المبررات مهما طالت المسافات، فالتاريخ لا يصنعه فاشل إنما يكتبه صناع الإنجازات  فقط .
 إنها مجرد نصيحة للطرفين لأن هناك صحفيين رياضيين مميزون محسوبون على الوحدة.. وليس كما يقول حاتم خيمي لا يوجد صحفيون.