|


سعد المطرفي
الوزير ليس هلالياً
2009-08-30
أنا لست من مستشاري رئيس الهلال ولست أيضاً من المتزلفين له. ووزير الشؤون الاجتماعية ليس هلالياً أيضاً ولا علاقة له بالكرة. ولكن هناك كلمة حق صادقة يجب أن تقال عن (الأول) وعن نوعية التفكير الذي يحمله وعن قيمة الإنسان النقي الذي مازال يسكن بداخله رغم فوضوية الوسط الرياضي ومناخاته المؤسفة في كثير من الأحيان. فالرجل وأعني رئيس الهلال عبدالرحمن بن مساعد الأمير والشاعر ربما خسر بدخوله الرياضة بعض الشيء لكن الرياضة كسبت وجود شخص مثله يؤمن أن مقياس الربح والخسارة هو التأثير في المجتمع بشكل إيجابي وجيد وليس البحث عن الأضواء والبطولات ومساحة شاسعة من اللغط اللفظي المثير للجدل. فهو يعرف أن الهلال بطبيعته فريق بطولي ولو أضاف الهلال عشرات البطولات في فترة رئاسته لن تتوقف الأمور بعده وسيستمر الهلال في البحث عن مزيد من المنجزات، ولكن مثلما يؤثر الهلال في الأجيال المتلاحقة ويصبحون أكثر ميلاً له يجب أن يؤثر الهلال أيضاً في المجتمع وبشكل أكبر من خلال أدوار ومفاهيم جديدة تعزز من مسؤوليته نحو التكافل الاجتماعي المشترك. فالأندية ليست احترافاً وطق كرة وألقاباً وفلاشات وإنفاقاً مالياً باذخاً، إنما قيم حقيقة مضيئة ذات بعد تأثيري مهم جداً حسب نوعية تفكير مسيريها إدارياً لا حسب ما تفرضه النتائج والمباريات.
لذلك الوزير يوسف العثيمين حينما قال إن عبدالرحمن بن مساعد قول وفعل وأتمنى أن تحذو الأندية الأخرى حذو الهلال فعل ذلك عن قناعة مباشرة، خصوصاً بعد أن أصبح خمسة وعشرون بالمائة من دخل مباريات الهلال في حساب جمعيتي البر وإنسان كتبرع سنوي دون النظر إلى ميول بعض الفئات المستفيدة من هاتين الجمعيتين، وهل ما إذا كانوا هلاليين أم لا على اعتبار أنهم جزء من المجتمع ولهم ميولهم الكروية.
فالمشجع الهلالي أصبح يذهب للمدرجات ليس فقط للمساهمة في مؤازرة فريقه فقط وإنما أيضاً للمساهمة في دعم مؤسسات اجتماعية ذات أدوار إنسانية مهمة. وهذا التحول الإيجابي والجديد والمثمر في علاقة الأندية وجماهيرها بالمؤسسات الاجتماعية الفعالة لم يكن ليكون لولا وجود رجل بفكر الإنسان عبدالرحمن بن مساعد الأمير والشاعر والإداري الذي يرأس أكثر الأندية السعودية جماهيرية. وأنا على ثقة مثلما الوزير العثيمين على ثقة من أن رئيس الهلال لم يفعل ذلك من باب البحث عن الأضواء وإنما من باب احتساب الأجر عند الله والعمل على تفعيل دور الأندية بشكل أكثر إيجابية على الصعيدين الإنساني والاجتماعي.
فاللهم بارك لنا في أمثال هؤلاء الرجال وأرزق مسيري أنديتنا حسن العمل.