|


سعد المطرفي
فوضى مؤسفة يا قوميز
2009-11-15
قال مدرب الوحدة قوميز للزميل أسامة البشري كلاما مخيفا للغاية، وقوميز من المدربين الجيدين الذين يملكون شجاعة (كشف المستور) وهو على رأس العمل لأنه (يحترم مهنته) ويؤمن أن (الصراحة) خير وسيلة (للإصلاح)، فإن كانت الترجمة النصية دقيقة لما قد قال، فالوحدة فعلا يعيش موسما (فوضويا) لايمكن أن يساعد الفريق على تخطي نتائجه (السيئة)، وعلى الإدارة الحالية أن تفعل كل ما في وسعها (وزيادة) لكيلا يقضي الإهمال على عشرات اللاعبين، فتغيب المواهب مثلما غاب الجمهور عن المدرجات هذا الموسم.
فتكليف الإدارة لسنة واحدة لايعني إعفاءها من (المحاسبة)، والتكليف ثقة واختبار وليس مدعاة للامبالاة، وإدارة الأندية على طريقة (المباسط الموسمية)، والأميران سلطان بن فهد ونواف بن فيصل حينما يكلفان مجموعة من الأشخاص لإدارة ناد فإنهما يتوسمان فيهم القدرة على إدارة العمل بشكل صحيح وجيد وليس بشكل (تخبطي وفوضوي)، خصوصاً أن هناك أجندة جديدة ومهمة لا تقبل التساهل ستبدأ بعد أسابيع لتطوير الأندية ورياضة البلد ككل، ومن لم يستطع أن يواكب هذه الخطوات عليه أن (يستريح) في بيته أو (يعتذر) عن الاستمرار وليس في ذلك عيب، فكم من إدارة كلفت وأعفيت في منتصف الطريق بفعل أخطاء لاتبرر لأنها كانت تعلم مسبقا حجم ماهو متاح أمامها قبل أن تبدأ العمل وما يجب أن تفعله بشكل ممكن لتفادي مزيدا من الأخطاء مستقبلا.
فقوميز يقول إن فريقه لا يدحل في أجواء المباريات إلا في (الشوط الثاني) بسبب كثرة (أعذار) لاعبيه في عدم حضور التمارين في الوقت المحدد من (المغص والتخمة).. (إلى زحمة دنيا زحمة) على طريقة باص الفريق الذي يصل إلى الملعب متأخرا قبيل المباريات بدقائق، وهذا أمر محير جدا في بلد يطبق الاحتراف منذ سنوات وانشغاله بالعمل الإداري نيابة عن إدارة الكرة في حل مشاكل اللاعبين مسألة تشغل وقته كثيرا، وهذه ليست وظيفته لكنه مضطر أن يفعل ذلك مجبرا للمرة الأولى في حياته رغم أنه عمل في أكثر من بلد عربي، كما أن الفريق يحتاج إلى مجموعة من اللاعبين المحترفين الجيدين في الفترة الثانية، لأن من تم تسجيلهم في الفترة الأولى لم يكن الفريق بحاجة لهم، وبالتالي الأموال التي دفعت من أجلهم ذهبت سدى ولا يعرف من الذي قرر التعاقد معهم ولماذا!
أنا متأكد لو أعيدت نفس الأسئلة على قوميز بعد شهر أو شهرين سيكرر نفس الكلام وسيقدم صورا أخرى مؤسفة عن تجربته في الدوري السعودي من خلال (الوحدة)، فالمدرب يقطع مسافة سفر شاقة من جدة إلى بحرة مرورا بالجموم ثم عين شمس فالنوارية فالتنعيم ذهابا وإيابا لكي يقوم بعمله في الوقت المحدد، وكثير من لاعبيه يأتون لاحقا وهم على بعد خطوات من النادي والمتأخر والغياب (عذره معه) على الدوام، ولا أحد يحاسب أحداً على هذا التسيب واللامبالاة.
ومثل هذا النوع من الفوضى مقبرة للاحتراف ومقبرة للاعبين ومقبرة للوحدة ومقبرة للرياضة وهدر لمرتبات وأموال يجب أن تنفق في الاتجاه الصحيح، وعدم احترام لطموحات جمهور يتمنى أن يرى فريقه منافسا على البطولات، ففلسفة (كل من يجي يتمرن ياشباب) غير موجودة إلا في (الحواري) وليست في دوري المحترفين، ولا يعقل أن تستمر إلا إذا كان نادي الوحدة خارج أقواس (الاهتمام والمحاسبة) فهذا شيء آخر.
فليس من المنطق أن يكون هناك فريق محترف وليس لديه مدير كرة متفرغاً حتى الآن، والحديث عن عدم تفريغ وزارة التربية لمعلم لملء هذا الفراغ كلام فارغ ولا يمرر، فأي إدارة تريد أن تعمل بجد قبل أن يبدأ الموسم، كان من المفترض أن تبحث عن المتفرغ الذي تنطبق عليه المواصفات وليس عن غير المتفرغ الذي يجب أن يفرغ من عمله، حتى مسؤول الاحتراف السابق لم يحل محله حتى الآن مسئول متفرغ، والملايين التي دفعت على انتقال أربعة لاعبين محليين لم يسجلوا رسميا في الكشوفات.. من يتحمل مسئولية هدرها؟ وهناك مرتبات متأخرة، ومترجم المدرب لم يتسلم مرتبه منذ ثلاثة أشهر، وكثير من العاملين أيضا، ثم أين صرفت عوائد صفقة انتقال المحياني للهلال وغيرها؟ إذا كانت الإدارة قد قبلت بالتكليف وهي تعلم جيدا أنه لايوجد لديها عقد رعاية تجارية ومداخيلها محدودة جدا وعليها أن تتصرف في حدود ماهو ممكن.
فهل يعقل أن تتكرر مأساة الوحدة بشكل موسمي ولاتجد من يحقق في الأمر؟! ويسأل لماذا؟ وكيف؟ إلى متى يبقى الحال على ما هو عليه؟ وما هي الحلول الفعلية التي يمكن أن تغلق هذا الملف نهائيا نحو استقرار ناد كان يقدم ستة لاعبين للمنتخب الأول وأربعة للشباب وخمسة للناشئين والعشرات للألعاب الأخرى في السنوات الأخيرة، ليصبح الآن مزيجا من الفوضى واللامبالاة والضعف والديون المتراكمة والعوز النتائجي والمبررات التي تقبل القسمة على واحد.
فالصورة التي يعود بها المدربون من خلال بعض الأندية سيئة للغاية، والسبب اللامبالاة وغياب المساءلة والتصورات الخاطئة لدى كثير من الإدارات، من أنه لا أحد يحاسب أحداً على ما يحدث طالما الكل يعمل متطوعا.
فارحموا الوحدة وجمهورها أيها الأعزاء في إداراتها الموقرة، إما بالعمل الجاد وتصحيح الأخطاء أو الاعتذار لكي يذكركم (الناس بخير) قبل أن تزداد الأمور سواء، فقوميز كان (صريحا) للغاية، والأمير سلطان والأمير نواف ليس بوسعهما أن يتركا الحبل على الغارب لمن لايقدر قيمة التكليف، ويعمل ويجتهد وينفق ويحاول ويحرص على أن يكون على صلة مستمرة بالنجاح، فالمرحلة مرحلة تطوير ومواكبة عمل مهم بأقل نسبة من الأخطاء وليس وقت (طبطبة) وتبريرات لا طائل منها غير مزيد من الفشل.