|


سعد المطرفي
سبحان مجمع الخلايق
2010-03-14
هناك قاسم مشترك بين (واشنطون تايمز) ونادي (الوحدة) فالصحيفة الأمريكية  أعلنت إفلاسها رسميا  وأصبحت توزع بالمجان، والوحدة يوشك  أن يفعل ذلك.. لكن ليس بوسعه أن يوزع النقاط مجانا على الفرق الأخرى، فقانون اللعبة يحرم مثل هذه التصرفات، ولا حتى عرض  عقود بعض لاعبيه على دائنيه للتصرف في بيعها لاسترداد ما لهم، فقانون الاحتراف أيضا لايسمح بالفردية في التملك ولابالفردية في استغلال ظروف الأندية التعيسة،  ولكن ما الحل إذا كانت كل الحلول مستحيلة والنادي يعيش على التكليف وعلى الكفاف وعلى الديون وعلى الفقر وعلى  خداع الجمهور وعلى المسكنات،  وبعض لاعبيه  متورطون في تعاطي منشطات.
 فالعودة إلى نقطة الصفر ستكلف الوحدة وجمهوره أربعين سنة أخرى للبحث عن بطولة وعن فرحة وعن انتصارات وعن شعور حقيقي بالمنافسة وعن ثقة  وعن قيمة مكتسبة، وإقامة الجمعية العمومية للبحث عن رئيس يعيد هيكلة الديون وترتيب النادي من الداخل وإصلاح ما أفسده المتكلفون.. كابوس مرعب يزعج عبدالمعطي كعكي ومن يؤيده في نفس الاتجاه، ومن بقي من اللاعبين الجيدين أصبح  يفكر علنا في الانتقال للهلال أو الشباب أو الاتحاد بحثا عن المال  والبطولات والأضواء عن وراحة البال.
ومسافة التفكير فيما قد يحدث لهذا النادي التعيس مستقبلا تبدو غائبة حتى الآن عن أذهان المعنيين بملفه الشائك  والمحفوف.. بتوصيات كلها وهم في وهم وليس لها صلة بالواقع من الألف إلى الياء، بعدما أصبح أهل مكة لا يعرفون شيئا عن شعابهم.
 لذلك فكرة إلغاء لعبة كرة القدم وتخصيص هذا النادي للألعاب المختلفة فقط تبدو جيدة ومحفزة ومقبولة وفرص نجاحها عالية جدا.. بدلا من هذا التسكين الطويل الذي لاطائل منه سوى الصداع.. على أن يكون نادي حراء فقط  هو  المتخصص في لعبة كرة القدم  في مدينة مكة المكرمة.. وعليه فليتنافس المتنافسون. 
 فالألعاب المختلفة في الوحدة الفردية والجماعية غير (كرة القدم) من واقع تجربة السنوات العشر الماضية تحقق بطولات ونتائج متميزة وتقدم أبطالا وبأقل التكاليف دون أن تتأثر  بمناخ الصراع  الوحداوي على كعكة الأضواء واستغلال الفرص.
 فهذه الألعاب لديها قاعدة عريضة من المواهب وتسير بأقل التكاليف ولا يميل لاعبوها مع من  يرأس بالتكليف ولو كان أهلاويا بالبراهين القاطعة، ولامع من مالت له ريح التغيير، ولا من يكرس لقاعدة إقصاء فلان وعلان.
 وكثير من الوحداويين يؤيدون هذا الاتجاه فيما لو قررت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجريب ناد متخصص في ألعاب مختلفة غير لعبة كرة القدم، مع إنشاء أكاديمية كرة قدم مصغرة للمواهب يتوقف دورها على صناعة النجوم وعرضهم على الأندية الأخرى، على أن تكون العوائد المالية بمثابة دخل جيد للنادي.
 فالوحدة إذا استمرت أحواله كما هي ولم يجد الوحداويون متنفساً لحالة الاختناق المزمنة لناديهم نحو مرحلة فعلية من النجاح والعمل الحقيقي لن يتغير في داخله شيئ.. وسيظل كما هو يدور في حلقة مفرغة من الهواء الساخن، وسيهرب جمهوره إلى مدرجات الاتحاد والأهلي والنصر والشباب والحزم والاتفاق والرائد مثلما هرب الرعاة الاقتصاديون عنه الموسم الماضي، وسينعق البوم في أرجائه، وسيتساقط  مابقي في داخله من أشياء مبهجة ولن يكون له من اسمه نصيب.
 فمن يصدق فكرة إنشاء عيادة طبية متكاملة بالنادي  بطاقمها الطبي التي طرحها خالد المطرفي الموسم الماضي وتعهد بتكاليفها.. رفضت بحجة أن الأخ رائد عرب تقدم بنفس الفكرة ومنذ ذلك التوقيت لم يتغير، فلا رائد عرب فعل شيئا ولاهم تراجعوا عن مبررات الرفض، فكان أول الضحايا علاء الكويكبي ونتائج الفحص المخبري للثلاثة الآخرين ستكشف المزيد، والمحاسب المالي للنادي يقال إنه لايملك مؤهلا متخصصا في المحاسبة.. وهناك عشرات الخريجين المتخصصين في المحاسبة من الشباب يطرقون أبواب الوحدة فلا يجدون عملا، ومدير الكرة عبدالله عسيري يتقاضى من النادي مرتبا يساوي ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه من وزارة التربية والتعليم ولا حسد، ويقيم في القصيم ويدير الأمور بالتلفون، ومسئول الاحتراف علي الأحمدي الذي يحمل شهادة الماجستير في الاحتراف حل محله موظف في البلدية، وقضية الخمسة ملايين مقابل منصب نائب الرئيس ذهب بها مناحي إلى القضاء لإثباتها، وحملة العلاقات العامة التي قام بها رئيس النادي للصحف ليست سوى محاولة استعطاف  كيلا يكتب عنه أحد شيئا بعدما انكشف المستور.