|


سعد المطرفي
استهداف لاعبي الهلال هل هو (مخطط)؟
2010-03-21
ربما يكون رادوي بطلا وشجاعا وفذا وصفق له كل من شاهد حميته ودفاعه عن ياسر القحطاني، لكنه في النهاية أخطأ والقانون في بعض الأحيان لايفرق بين الفعل وردة الفعل إلا بعد وقوع الخطأ بساعات وأيام وأسابيع وجدال لإثبات أن ردة الفعل لم تكن ممكنة لو لم يكن هناك فعل مسبق أسوأ من حيث الحجم والسلوك والقوة، وبالتالي كان من المفترض أن يطرد لوبيز فييرا راشد الرهيب ومحمد نور في توقيت واحد طالما قرر طرد رادوي وجريتس على أقل تقدير، ولكن الحكم البرتغالي الذي يعد الأسوأ هذا الموسم في دوري زين من حيث ضعف قدرته على ضبط الأخطاء بدقة وإدارة المباراة بشكل سليم.. تاه مع زحمة الأجساد ولم يعد يعرف ماذا يفعل، وليته لم يفعل شيئا وتركنا نرى النهاية إلى أي حد يمكن أن تصل، حتى يقتنع أنصار الحكم الأجنبي من أن عقدتهم (درادع)، وأن نصف الخواجات الذين نستقدمهم لإدارة بعض المباريات لا يستحقون الثقة ولا حتى البقاء في المدرجات.
فما حدث في المباراة لم يكن مجرد بحث عن ثلاث نقاط من أمام البطل وفوز ونصف رد اعتبار للخمسة، بقدر ما كان استهدافاً مبيتاً لإيذاء لاعبي الهلال وتعطيل خطوات الفريق خارجيا في استحقاقه الآسيوي.
أما من يقرأ ردة فعل رادوي من زاوية متعقلة سيجزم بأنها تلقائية وليست متعمدة، لأن اللاعب مهما كان سلوكه له حلم وطاقة وصبر قد ينفد في أي لحظة، خصوصا إذا لم يجد الإنصاف من حكم المباراة، وحالة رادوي ليست الوحيدة في العالم عموما التي تمت تبرئتها من النوايا المسبقة وتعمد ارتكاب الخطأ وحدثت حولها مراجعات كثيرة، لأنها أساسا ردة فعل لاستفزازات متراكمة حدثت أثناء اللقاء وليست فعلا اعتباطيا لمجرد إشاعة الفوضى داخل المعلب وتعطيل مبدأ اللعب النظيف.
 فلولا دفع محمد نور لياسر القحطاني من الخلف بطريقة استفزازية لما ثارت ثائرة رادوي وتحمس للانتصار لزميله والدفاع عنه في ظل وجود حكم مفلس ومهزوز.
فنور أراد إيذاء ياسر وإصابته وتعطيله بأي شكل من الأشكال، وإلا لما تعمد دفعه من الخلف بعد توقف الكرة بطريقة صبيانية فجة، أما الحركة التي فعلها راشد الرهيب فلا يمكن تصنيفها ضمن أخطاء تعطيل الخصم أو الكرة أثناء سير اللعب، إنما تندرج تحت بند الأخطاء غير الأخلاقية التي تستوجب الوقف وربما في بعض الاتحادات الأهلية التي تحترم مبادئ التربية الشطب النهائي، لأنها لاتسيء للممارسات كرة القدم فقط إنما لصورة المنافسات المحلية ككل، كونها لاتحدث حتى في ملاعب الحواري، وقد يعتبرها النشء أمرا هينا يمكن تكراره أثناء اللعب في المدرسة والنادي وملاعب الأحياء ما لم تكن هناك عقوبة صارمة تحد من تكرارها، فالرهيب جاء بما لم يأت به الأوائل.
ولجنة الانضباط هذا الصباح على المحك إذا كانت ستمارس الإنصاف وعدالة التطبيق في دراسة خطورة الحالات التي حدثت ومعالجة القرارات الخاطئة التي اتخذها الحكم السيئ لوبيز.
فالهلال خسر ولي هامسون ورادي، فولي لم يكن ليصاب لولا مخاشنة أحمد حديد له.. فهو لم يسقط من تلقاء نفسه، ولا أظن أن هناك لاعبا يحترم مهنته وهلاليته يبالغ في السقوط كي يتعرض لإصابة بالغة، وولي لو لم يحاول تفادي سرعة انزلاق حديد ومحاولة إيذائه لربما غاب سنة عن الهلال وعن ملاعب الكرة على يد حديد وأمثاله.
 والهلال أيضا كاد أن يخسر ياسر لو سقط أرضا أثناء دفع محمد نور له من الخلف.
 وجريتس لم يتدخل إلا للتهدئة بعدما وجد أن الحكم عاجز أن يفعل شيئا وقد تذهب المباراة إلى منحى غير جيد.
فإن أنصفت اللجنة الهلال هذه المرة قياسا بما حدث فاللجنة قد تغيرت بالفعل.
إما إن كانت قراراتها ترصدية وامتداداً لما فعله المفلس لوبيز فعلى اللجنة السلام، وعلى جريتس أن يكمل آخر بطولات الموسم بحذر بالغ لأن هناك أندية ولاعبين أصبح شغلهم الشاغل إيذاء نجوم الهلال وتعمد إصابتهم لتعطيل الهلال آسيويا على الأقل لمصلحة المنافسين خارجيا، وقد يكون ذلك من تلقاء أنفسهم لأسباب نفسية صرفة أو بتحريض غير مباشر من أطراف أخرى.. فكل شيء أصبح وارداً هذه الأيام.