|


سعد المطرفي
يتحدث من على الرصيف
2010-03-28
(البربرة) الزائدة سقطت من (أجندة) العمل التلفزيوني والوقت لم يعد يسمح بذلك، ولا التكلف ولا التسطيح أيضا، فالناس في زمن اختصار المعلومة، والسرعة، وتنوع مصادر التحليل، و لديها القدرة على التقييم، والتقويم، ولديها أنصاف الحقائق وتبحث عن شجاعة أكبر للتأكيد.
لكن بعض البرامج الرياضية في جل الفضائيات يبدو أنها مازالت في واد وهذا المفهوم في واد آخر.. ويحول مابين الواديين (فرق) (التفكير).
فبعض البرامج الرياضية (تزوم الكبد) تماما من (أول الإرسال إلى آخره)، فلا تعرف ما هو الموضوع ومن هم الضيوف ولا من هو المحاور حتى ينتصف الوقت وينتهي كل شيء.
فالمذيع يتحدث أكثر ويمط السؤال المباشر والمختصر إلى سبعين كلمة وإلى مئة، ودقيقة السؤال إلى عشر ونصف ساعة والضيف لاشيء يماطل ويناور ويتذاكى ويهرج على غرار المذيع طالما هو لا يحترم الوقت ولا المشاهد أيضا.
والأكثر خطأً من ذلك غياب قاعدة التنوع والتركيز فقط على اسمين أو خمسة في معظم البرامج المباشرة وكأن الوسط الرياضي لا يوجد فيه غير هؤلاء أو هؤلاء فقط هم من يملكون ناصية الكلام الجيد.
حتى الأستوديو التحليلي أيضا الذي من المفترض أن يكون نقطة جذب للمشاهد مازال يدور على رحى بعض للاعبين المتكلسين ذهنيا أو ممن نسيهم الناس أيام الكرة شراب.
وبعض المقدمين أيضا كما هم لم يتغيروا على الإطلاق أو خارج خارطة التطوير
وأنا لا أسوق هذه الملاحظات من باب الانتقاص من الجهود ككل أو إطلالة بعض البرامج الجيدة لكنني أشير إلى حتمية مراجعة كثير مما هو سائد الآن خصوصا برامج (البربرة) الزائدة التي لا تخدم المشاهد في شيء ولا تخدم طالما البدائل ممكنة وهناك تحديث مستمر وهناك متسع للمنافسة العالية.
المشاهد أينما كان مازال يعلق آمالا جيدة من أن تشمل خطوات تطوير القناة الرياضية التي بدأت منذ فترة فلترتها من هذا النوع من البرامج ومن هذا النوع من المقدمين ومن هذا النوع من المذيعين الذين لم يعد يشكلوا أي إضافة جيدة للقناة، فقناتنا الرياضية تخاطب شريحة كبرى من المجتمع والمشاهد اليوم من جيل مختلف جدا وأمامه خيارات متعددة للمشاهدة ومن المهم جدا ألانخسره على حساب استمرار برنامج ما لايشكل أي قيمة إضافية جيدة لا للقناة ولا المشاهد ولا حتى أيضا على حساب استمرار مذيع أو محاور أو ضيف لا يملك القدرة على الإتيان بما هو مفيد للمشاهدين.
فبعض الضيوف الأساسيين في بعض البرامج يشعرك أنه يتحدث من على الرصيف وليس في برنامج تلفزيوني، فلا لغة ولا قدرة على الإقناع ولا أفكار جيدة، وبعض المذيعين يسايره على نفس الطريقة.. والبركة في برامج البربرة الزائدة.