|


سعد المطرفي
حتى لا تمر لا حس ولا خبر
2010-04-25
معظم نجوم الكرة الحاليين لم تصنعهم المدارس ولا دوري الفصول ولا حصص التربية البدنية إنما ولدت (مواهبهم) في الشوارع وكبرت ، وذهبوا على بساط المال إلى الأندية ، وإلى الأضواء ،وإلى الاحتراف ، وإلى عالم الوكلاء والإعلان و الترقية الاجتماعية ومقدمة الطابور.
 فالرياضة المدرسية ضَعُفت من سنين و تراجعت و لم تعد بأجنحة، وحصص التربية البدنية أيضا لم تعد كما هي ولا القائمين على (الأمرّين) لا الأمرين لكن الأمل رغم ذلك  يبدو اليوم  ممكنا لإعادة الحياة للحصص وللأجنحة وللمدارس وللمواهب طالما لدينا وزير رياضي وفارس وشاعر ونبيل ولا يحب المداهنات ولا القصور و لا التقصير ولا الكسل ويريد أن يكون هناك أثر لكل مخرجات التعليم العام في الرياضة وفي الاحتراف وفي الطب وفي الإعلام وفي الاقتصاد وفي الصناعة وفي الهندسة وفي الأمن وفي السلوك و في أنماط التفكير.
فالوزير  فيصل بن عبدا لله قال قبل يومين هنا في الرياضية إنه كان مهتما بدعم سعيد الموري في رالي الشرقية وقد زار السباق بحكم اهتمامه التربوي بحياة الشباب.
 والبارحة  كان في جدة يتابع ويشيد ويثني على فرسان المستقبل في بطولة للوطن بحكم مسئوليته كرئيس لمجلس أمناء صندوق الفروسية السعودية.
  وبعد أيام ستبدأ الدورة المدرسية الرياضية كما سمعت ولا أعرف إن كانت العاشرة أم المئة المهم أنها ستبدأ ومن البديهي أن الوزير فيصل بن عبدالله  سيتابع كل تفاصيلها و بشكل مباشر وسيفرح الطلاب بذلك والمتنافسون وأولياء الأمور والمعنيون بالتربية على اعتبار أن الوزير وزيرهم والرياضي الأولى في هذه الدورة وهم أحق باهتماماته لكن هذا أيضا لا يكفي فوجود الوزير في هذا التوقيت سيكون فرصة من ذهب قد لا تعوض للتربويين و للمعلمين وللمشرفين وللطلاب وللرياضيين.. للوزير أيضا لمناقشة سر ضعف حصص التربية البدينة وكيف وهنت وتراجعت ولماذا وما هي الحلول الممكنة كي تعود أكثر جدية و أكثر جدوى وأكثر فاعلية؟ وكي تكون الرياضة المدرسية كذلك ذات أثر وذات دور حيوي كبير ومؤثر في اكتشاف المواهب الرياضية وتوجيهها من خلال الميدان التربوي للأندية وللمنتخبات كرافد لا تنضب مشاربه و نحو تعزيز مفهوم العقل السليم في الجسم السليم أيضا  مثلما كان الأمر في الماضي  خصوصا مع تزايد ارتفاع نسب البدانة والإصابة بالسكري لدى من هم دون سن الرابعة عشرة.
فالدورة المدرسية ستنطلق و حسبما يقال ربما بلعبة أو اثنتين أو ثلاث فقط على اعتبار أنه حتى اليوم  لاحس ولا خبر عن أي شيء يتعلق بها فلا الإعلام الرياضي يعرف شيئا عنها و لاعن مكان انطلاقتها ولا الأندية  ولا من في المدارس إلا بعضا من بعض كما يتهامس بعض التربويين في المنتديات وهذا التكتم لا يعطي مؤشرا  على أن  الأمور تسير على ما يرام و لكن من المهم  أيضا ألا تفشل الدورة قبل أن تبدأ من أجل عيون الطلاب و من أجل إنقاذ حصص التربية البدينة و من أجل إحياء الرياضة المدرسية من جديد و من أجل كل المواهب المهملة في المدارس فمعظم الدورات المدرسية في كثير من دول العالم تهتم بمواهب الطلاب  ومنافساتهم وأعمالهم و طاقاتهم الرياضية وبراعتهم دون أن تغرق في بهرجة الافتتاح وتكلفته العالية وبقية التفريعات الأخرى غير المجدية لأنها في الأساس  مسرح كبير مخصص للطلاب لاكتشاف المبدعين منهم   والتعرف على قدرات نجوم المستقبل عن قرب حيث يتعلم من خلاله الكل مزيدا من الانضباط واحترام المنافس والثقة ونبذ التعصب والإصرار وبذل مزيد من الأداء الجيد لذلك  الدورة  يجب أن تكون كذلك لا أن تمر بلا حس ولا خبر وشخصيا  فالوزير من المؤكد سيكون في مقدمة الحضور.