|


سعد المطرفي
جيرتس .. أرجوك لا تتثاءب
2010-05-09
لا أريد أن أتبنى ظنون الشخص المنفعل حول ما فعله جريتس بالهلال أمام الاتحاد، ولا أريد أن أقول إن فريق الاتحاد لا يستحق البطولة، فالمباراة عدت وانتهت وأصبحت من الماضي.
حتى الأسئلة المتعلقة بخالد عزيز ولماذا لم يدفع به من البداية طالما سمح له في النهاية بأن يعود أساسيا لم يعد توقيتها ممكنا الآن، فكل شيء قد انتهى وهناك ما هو مهم وأهم من الماضي ومما مضى، فمباراة الأربعاء المقبل تمثل في حد ذاتها نهائياً جديداً وحذراً وصعباً ويجب أن تكون نهايته جيدة وسعيدة.
 فالفوز على بونيو دكور مسألة لا تقبل التفريط على الإطلاق ولا (العك) ولا الاجتهادات الخاطئة في التفكير ولا حتى أقل نسبة ممكنة من الخطأ في قراءة ما هو متوقع من الفريق الأوزبكي، خصوصا أن دور الستة عشر في كأس الأندية الآسيوية هو الأخطر والأسوأ في نظام البطولة ويحتاج إلى جهد بطولتين وليس إلى جهد مباراة واحدة وإلى تركيز مضاعف أيضا وإصرار مبكر على الانتصار واستثمار دقيق للفرص وعمل عالي الدقة داخل المعلب.
وأنا لا أملي شيئا على جريتس، فهو مدرب كبير جدا وبارع في عمله وحقق بطولتين غاليتين من أجمل البطولات في تاريخ الهلال، وحقق للهلال أيضا أكبر انتصارات تاريخية في شباك أشرس منافسيه، لكن كل ذلك لا يمنع أن أسدي إليه النصح وأذكره هذا الصباح بأن غلطة الشاطر دوما موجعة وتحتسب بعشر في مقياس الحياة والعمل والنتائج وفي كرة القدم أكثر رسوخا.
 والبطولة الآسيوية مهمة جدا ليس للهلاليين فقط بل للجمهور السعودي أيضا والهلال أكثر سفراء الكرة السعودية قدرة على كسبها به ومعه وبنجومه وإدارته وجمهوره.
لذلك التفكير في الصورة التي يمكن أن يكون عليها بونيو دكور وكيف يمكن الفوز عليه يجب أن يكون دقيقا هذه المرة، فتجربة النسخة الماضية في هذه البطولة أثبتت أن الفرق المتصدرة التي تملك أحقية اللعب على أرضها غالبا ما تواجه أندية تلعب بطرق دفاعية مملة وخانقة وسيئة.. على اعتبار أن هذا الدور من مباراة واحدة أي بخرج المغلوب، وهذه الفرق التي تلعب خارج أرضها ليس بوسعها أن تفعل غير ذلك حتى لو كان الأسلوب الدفاعي مميتاً لمتعة الكرة لكنه الحل الآمن بالنسبة لها الذي يمكن أن يذهب بالمباراة على أقل تقدير إلى ضربات الحظ والترجيح، وضربات الحظ والترجيح ليست على كل حال تمنح الفريق الذي يستحق الفوز أحقية الفوز ويكفي ما حدث في مباراة الاتحاد الماضية.
لذلك خطأ تقدير أي مدرب للأمور أكثر رعونة من خطأ تفريط المهاجمين في الفرص التي لا تضيع أمام الشباك، ومباراة الأربعاء نهائي خامس للهلال وللكرة السعودية وللآسيويين أيضا طالما الهلال طرف في هذا اللقاء ولابد من الفوز والذهاب بثقة إلى الدور الذي يليه.