|


سعد المطرفي
الأهلي أحمر وأبيض
2010-05-16
كان سمير عبدالله يفعل بالوحدة الأفاعيل في مباريات اليد ولا أحد يقول له لماذا وكفى، وعلى رســـــلك يا فتى، والأهلي يخرج بالنقاط، وبالفوز، وبما يريد، والوحدة يخرج بالصافرة، وبالصبر على الأسى، وعلى قانون اللعبة الصامت، ثم انتقلت قسوة الأهلي على الوحدة إلى القدم، والاحتراف، ومواهب الجيل الجديد، فعمقت قصة عبيد محيطها، ثم جاءت ليلة بوكير، فحسن الراهب، والآن كامل الموسى ثم كامل المر، ولكن من حسن حظ الأهلي هذه المرة أن كل شيء في الوحدة يسير لصالحه، ومعه، ونحوه، وإليه، ومن سوء حظ الوحدة أن كل شيء في داخله يسير ضده، حتى رئيس أعضاء الشرف أوصى بتكليف عبدالمعطي دون أن يستشير الوحداويين في ذلك، خصوصا أن توصيته المنفردة كانت في مرحلة مفصلية من عمر نادي الوحدة، حيث كان يمكن أن يكبر معها فريق القدم والطائرة واليد والسلة لا أن يخسر النادي معظم الألعاب والنتائج والمال واللاعبين والجمهور دفعة واحدة فيما الأندية الأخرى تتقدم وتنافس.
فأبو المعاطي متيم بالقلعة وليس له ميول غير معلنة أو أخرى تتوافق مع موقعه بل ينام وعلم الأهلي في يده، ويصحو وهم الأهلي يجري في دمه، وإذا خسر الأهلي غضب على الوحدة بمن فيها، وإذا فاز الأهلي فاز الغلابة في الوحدة بمرتباتهم وحقوقهم وإجازاتهم لأن مزاج الرئيس (رائق).
وجمهور الوحدة هجر المدرجات والنادي وقد يعود وقد لا يعود بعدما أتعبته مطرقة أعضاء الشرف وضعف حيلة أكثريتهم وسندان الاختيارات غير الموفقة لمن يرأس الوحدة، لذلك إذا أراد الأهلي مهند عسيري وعساف القرني واستعادة وليد محبوب وكل من في فريق اليد والجودو والطائرة والسباحة ومن في الناشئين والشباب ففرصته تبدو الآن جيدة قبل أن يطير عبدالمعطي، فالرجل بلا تثريب يطمح أن يغير الوحدة ولكن ليس للأفضل، ويطمح أن يغير ألوان الوحدة حتى تصبح بلالون ولا طعم ولا تاريخ ولا مكانة ولا قيمة تنافسية، وأنا لا أتحامل عليه كشخص ولا أظلمه ولا أقول ما ليس فيه.. معاذ الله فالوحداويون سمعوا منه ذلك ورأوا ويعيشون الآن معه هذه الحقائق المرة بكل ألم، فالصبان يعرف أنه أهلاوي، وجمال تونسي يعرف أنه أهلاوي، ومناحي يعرف أنه أهلاوي، وحاتم خيمي يعرف أهلاوية عبدالمعطي، حتى اللاعبين الحاليين. وتشجيع الأهلي ليس خطيئة أو عيبا أو نقيصة أو مسألة فيها عدم جواز، إنما مثلما يرى الأهلاويون أنه من الصعب أن يرأس الأهلي اتحادي، ويرى الاتحاديون أنه من الصعب كذلك أن يرأس الاتحاد أهلاوي، والهلال نصراوي، والنصر هلالي، والتعاون رائدي، فالوحداويون أيضا يقيسون الأمور بنفس الموازين ولهم في ذلك كل الحق، فلماذا يرأس ناديهم أهلاوي أو اتحادي أو اتفاقي ولا يتدخل أحد ليقول كفى عبثا بالوحدة وبالرياضة في مكة المكرمة.
فالوحدة أنجب عمالقة كرة ومبدعين وعباقرة في علم الإدارة وأعضاء شرف وإعلاميين وجمهور ومدربين، فكيف لا يقوى على أن لا يجد له رئيسا لا يفكر إلا في الوحدة، ولا يعمل إلا من أجل المنافسة وبريق الذهب ومنصات الأبطال، وينفق ولا يمن، ويدعم ولا يسجل دينا، ويخطط ولا يهرول عبثا، ويبني ولا يهدم، ويجمع الشمل ولا يفرق.
بالتأكيد الأمر ليس صعبا إلا إذا كان اجتماع مجلس الشرف اليوم مجرد ليلة للتسالي.