|


سعد المطرفي
 لم نبع نتيجة أي مباراة
2010-05-30
عضو مجلس الشورى الذي أشار إلى الدوري السعودي (بالممسوخ) قد يكون واحداً من اثنين، إما أن الكلمة سقطت من فمه على غير ما يريد، أو أنه لا يعرف أي شيء عن الرياضة وكرة القدم تحديدا، وبالتالي قال ما قال من باب المبالغة في الوصف، لأن (المسخ) بأي حال لا يعني التقليل من مستوى وقوة أداء الدوري، إنما تحول الدوري إلى حالة (قبيحة) لا علاقة لها بالرياضة حتى فقد الدوري صورته الأساسية القائمة على التنافس النزيه، وفي كلا الحالتين الرجل جانبه الصواب في التعبير، وفي ما أراد أن يذهب إليه، وقد تكون إشارته زلة لسان عابرة لايريد بها المعنى الأساسي للمسخ ، لأن الممسوخ هو المتحول من حالته الأساسية إلى حالة مختلفة من القبح، والدوري السعودي بالتأكيد ليس كذلك.
 فالدوري السعودي وفق معايير التقييم الدولية أفضل عشرات المرات من كل المنافسات المماثلة له في قارة آسيا وعربيا أيضا، ولم يتحول عن مساره إلى ما هو أقبح منذ انطلاقته من دوري هواة إلى دوري محترفين حتى الآن، ولم تسجل فيه أي حالة تلاعب بالنتائج من قبل الأندية، ولا اللاعبين، أو الأجهزة التنظيمية، أو غيرها كي نصفه بالممسوخ.
وربط عدم تأهل منتخبنا لكأس العالم بمستوى الدوري مسألة تبدو غير عادلة، فلو لم نتأهل لنهائيات كأس العالم على الإطلاق، وليس لدينا منجزات عالية ومستمرة على مستوى المنتخبات وعلى مستوى الأندية لكان الأمر ممكنا، لكن منتخبنا سبق أن تأهل إلى كأس العالم، وكثير من المنتخبات العالمية لم يحالفه التوفيق في النسخة الأخيرة ليس بسبب ضعف مستوى منافساتها المحلية إنما لأن كرة القدم لعبة تعتمد على دقائق الأداء والمؤثرات المحيطة بها من حظ وأخطاء تحكيمية، فقد تلعب جيدا لكنك لاتفوز في النهاية، وقد يحدث العكس أيضا وبأقل المستويات تذهب إلى الفوز في لحظةٍ (ما).. ومن يفهم في كرة القدم يعرف ذلك جيدا، ثم إن منتخبنا لديه سجل منجزاتي يفوق عمر كرة القدم لدينا مقارنة بالأشقاء من حولنا، والدوري السعودي الآن يقدم أفضل اللاعبين، ويتيح الفرصة للعشرات من الأسماء الواعدة أن تقدم نفسها بشكل أفضل، ويملك أعلى قيمة شرائية لحقوقه، ومازال بمثابة الشريان الأول للمنتخبات الوطنية، ونقطة تحول في حجم منافسات الأندية خارجيا، واتحاد الكرة السعودي نجاحاته لا تحتاج إلى إشارة إنما هي حقائق ثابتة، فتنظيم المنافسات المحلية أصبح ذا سياق متقدم ودقيق وفقا للمعايير العالمية وليس وفق رؤى اجتهادية بسيطة.
أما مسألة الاستعانة بالحكم الأجنبي والمدرب الأجنبي واللاعب الأجنبي فالنقاش حولها يعني أن هناك طرفاً لا يعلم ماذا يدور في العالم.