|


سعد المطرفي
أرحل يامالك معاذ
2010-06-13
لم تكن الأسئلة الواقعية مهمة في كرة القدم، لا للاعب ولا للمدرب ولا للإداري ، لكن الأمور الآن اختلفت وتغيرت، وأصبح لابد من الأسئلة وتقييم الإجابة، ومعرفة كل شيء بدقة قبل وبعد، لأن المدرب يصنع طريقة الفوز، واللاعب يحقق الفوز، والإداري يقطف ثمار الاثنين، والجمهور يكون سعيدا في النهاية، وإذا لم تكن هناك أسئلة واقعية ومسبقة لايمكن أن يتحقق أي شيء، لا للاعب، ولا للمدرب، ولا للإداري، ولا للجمهور، لذلك ليس هناك ما يمنع من أن يسأل الأهلي مالك معاذ ماذا تريد كي يعود بشكل أفضل للأهلي وللجمهور وللمنتخب، مثلما فعل مارادونا مع جارسي وفيرون وتيفز وميليتو، لا أن لايمنحه أحد فرصة السؤال، ولا أن لايمنحه أحد فرصة التفكير في إعارته من جديد لأي ناد آخر طالما هناك متسع لذلك.
فمالك معاذ نجم كبير جدا في الأهلي وخارج الأهلي، واستثنائي، وقدم للأهلي الكثير ولم يبالغ في قيمة عقده، ووقع على بياض، وهو واحد من أفضل اللاعبين خُلقا في صفوف الأهلي، ومن الصعب أن يستمر أسيرا لمقاعد البدلاء إلى مالا نهاية، واحتياطيا لعبد الرحيم الجيزاوي، ورهينا لقناعة مدرب قد لا تكون عادلة، أو لظروف يمر بها ولا أحد يسأله عنها، ولا يعطى في النهاية فرصة التغيير ولو لموسمٍ واحد قياسا بما قدم للأهلي وبما يمكن أن يقدم.
ففارياس إن بقي مع الأهلي سيذيق مالك الأمرين، ولن يغير قناعته، ولن يسمح أن يتدخل أحد في الأمر، ومالك لن يستعيد خطورته، ولا نصف مستواه، ولابعضا من حضوره الخطر أمام المدافعين، والأهلي لن يستفيد من هذا العناد، ولا من غياب مستوى مالك، ولامن بقاء مالك احتياطيا للجيزاوي، فإن كانت المشكلة بالفعل في فارياس لابد أن يرحل اللاعب، فاللاعب حينما يصل إلى قناعة نفسية خاصة بأن هذا المدرب لايفهم ماذا يريد من الصعب أن يكون قادرا على تقديم كل ما لديه، ومن الصعب أيضا أن يستفيد منه فريقه ومدربه بالشكل المطلوب، ومن الصعب أن يعود إلى مستواه، والنادي أيضا لا يستطيع أيضا أن يغير مدربا من أجل قناعة لاعب، ولا رؤية عملية كاملة لاختلاف القناعات بين طرفين في فريقٍ واحد، وبالتالي ما من حل غير إعارة اللاعب على الأقل لموسمٍ واحد، أو منحه فرصة الانتقال لناد آخر بسعر جيد، ومالك الآن وقبل أن يبدأ الموسم بحاجة لمثل هذا السؤال حول ماذا يريد، وهل المشكلة المتعلقة بتراجع مستواه ذات علاقة بالمدرب، أم هناك أشياء خارج أسوار الأهلي تجعله يظهر بمستوى أقل، وهل يستطيع أن يستمر مع فارياس أم لا، أم من الأفضل أن يغير مناخ الأهلي كي يستعيد مستواه، خصوصا أن مالك تألم كثيرا ، وبكى كثيرا، وحاول كثيرا في الفترة الأخيرة، وانتهى الموسم ولم يقل كلمة واحدة في حق مدربه قد لا تكون جيدة، ولا في حق الأهلي ولا في حق من منعه من فرصة ارتداء قميص الهلال.
وإذا لم يسأل أحد مالك ما بك سيخسر الأهلي مالك معاذ، وسيخسر مالك معاذ فرصة استعادة مستواه، وسيخسر الجمهور رؤية مهاجم بحجم مالك أساسيا مع فارياس، خصوصا أن قناعات بعض المدربين تشبه الكتل الأسمنتية.