|


سعد المطرفي
 كفاية فضيحة بلال
2011-02-20
سلامة المجتمع وقيمه وعادته وتقاليده ووحدة نسيجه، أهم بكثير من البحث عن نتائج جيدة في كرة القدم .. أو حتى في الرياضة ككل، والمجتمع الذي لا يملك أبناؤه القدرة على تمثيله بشكل مشرف، لايمكن للمجنسين أن يقدموه للعالم بشكل أفضل.. مهما كانت المبررات،  ففكرة التجنيس المتعلقة بكرة القدم فشلت بشكل ذريع، وهناك منتخبات تعرضت لخسائر مؤسفة جدا بمجنسيها، ولا طالت بلح اليمن ولاعنب الشام، ولم تنجح فكرة الاستعانة بالغرباء في  تغيير صورتها النتائجية، وهناك مجنسون انسحبوا ساعة الجد من صفوف المنتخبات التي استعانت بهم، وعادوا لتمثيل بلدانهم بلا مقدمات، ولم يستطع أحد أن يصفهم بالخيانة، أو يتخذ إجراءً قانونياً يمنعهم من المشاركة، وربما مافعله بطل ألعاب القوى البينيني (بلال) الذي استعانت به دولة مجاورة يكفي لأخذ العبرة، فبلال لم يتمرد على من أحسنوا إليه وأنقذوه من الجوع  والجهل والمرض وحسب، بل أنكر أن هناك أيدي بيضاء امتدت إليه في لحظةٍ (ما) وجعلت منه نجما، وقال (أنا من صنعت نفسي)، ولا أحد له فضل علي غير بلادي، وهناك العشرات من المجنسين في عالم كرة القدم، وفي الرياضة لو أتيحت لهم (الفرصة) للعودة لتمثيل منتخبات أوطانهم لفعلوا ذلك بلا تردد، و(الفرصة) لاتعني توفر الخانة أو المركز أو القرار الفني، إنما الأمن الاجتماعي والغذائي على أقل تقدير، فلولا الفقر والجوع والجهل والمرض لما قبل هؤلاء المجنسون بفكرة تمثيل منتخبات لاتمت لهم بصلة، ولايجدون أي حميمة أو حماس  للدفاع عن ألوان قمصانها، لهذا ما يشاع هذه الأيام من أن هناك نوعاً من التفكير الجدي للاستعانة ببعض المواهب في أوساط الجاليات المقيمة نحو تمثيل منتخبنا للشباب في نهائيات كأس العالم في كولومبيا العام المقبل .. أتمنى أن لايكون صحيحا، وأن الأمر مجرد شائعة صغيرة يجب أن لاتكبر، لا في أذهان مروجيها ولا في آذان من فرحوا بها، فالبلد مليء بالمواهب، والمجتمع يكفيه ما أصابه من سلوكيات دخيلة ومؤسفة جدا وخطرة .. من  بعض هؤلاء، فكيف إذا أصبح جزءاً منهم يمثلونه في عالم الكرة، ويرددون نشيده الوطني من وراء حناجرهم.