|


سعد المطرفي
مناخ منفلت ومباريات شوارع
2011-03-20
بعد حزمة القرارات الملكية التي أطلقها الملك عبدا لله )أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وحفظه من كل مكروه وأعزه وأيده بتوفيقه)، والتي أثلجت صدر كل مواطن في هذا الوطن الغالي على أبنائه، وخصوصا المتعلقة بإنشاء هيئة عليا لمكافحة الفساد، وبعد يوم إجازة إضافي مع نهاية أسبوع ممطر في الرياض وجدة وتبوك ومكة المكرمة والطائف والقصيم، يفترض أن يكون لقاء الليلة على قدر كبير من المسئولية الأخلاقية والانضباط  والتنافس الشيق واحترام متعة كرة القدم ومعايير اللعب النظيف، سواء في الملعب من قبل اللاعبين والجهاز الفني، أوفي المدرجات من قبل عشاق الفريقين، خصوصا أن الكبيرين الهلال والاتحاد هما الواجهة الأولى والفعلية للأندية السعودية سواء من حيث الأداء أو الإنجازات أو الاستحواذ الجماهيري أو كم النجوم، أو من حيث التاريخ التنافسي في السنوات العشر الأخيرة، والأهم من كل ذلك أنه لا يوجد في صفوفهما لاعب مثير للمشاكل والاستفزاز على شاكلة حسين عبدالغني، ولا في إدارة الناديين أيضا من هو متشنج وانفعالي .
 فاللقاء رغم حساباته المهمة بالنسبة للهلال الذي يسعى لحسم سباق الدوري بشكل كبير، والاتحاد الذي يتطلع لإبقاء فرصته قائمة، إلا أن تلك المعطيات المهمة جدا لاتعفي الفريقين على الإطلاق من مسئوليتهما الليلة نحو تقديم مباراة خالية من الصور والجمل غير اللائقة التي  تسيء للرياضة السعودية ولاتضيف لها سوى المزيد من الانفلات والتراجع والاحتقان المؤسف، فالهلال بعمقه التاريخي والبطولي والاتحاد أيضا من الممكن جدا أن يقدما رسالة جديدة وحقيقية للشباب في كل الوطن ولكل الأندية وللمدرجات أيضا، من  أن التلاحم الصادق أهم بكثير من الركض خلف بعض الانزلاقات التي يفتعلها لاعبون مفلسون أخلاقيا وليس لديهم ما يستحق الإنصات داخل الملعب وخارجه. 
فمناخ كثير من مباريات كرة القدم المحلية  في الفترة الأخيرة أصبح مفزعا  للغاية وخارج إطار الذوق العام، وفي بعض الأحيان شوارعي ومنفلت جدا ويحتاج إلى ردع وقرارات صارمة، خصوصا أن هناك عقليات إدارية في بعض الأندية لاتعرف طريقا للغة العقل، وتعتقد أن التأجيج من أولوياتها المهمة، لذلك مباراة الليلة من المهم أن تكون عالية في كل أبعادها سواءً على مستوى الأداء أو حتى على مستوى الكلمات، والهلال والاتحاد على مستوى من الكفاءة لتحقيق ذلك إلا على مباريات كرة القدم المحلية.. السلام.