|


سعد المطرفي
تعلموا من الجن
2011-04-17
ما الجديد أن يكسب الهلال في كل ملعب بطولة، وفي كل مدينة لقباً وجمهوراً؟ ويعزز مفهوم الكرة جهد وشطارة، ويوسع فارق الإنجازات بينه وبين من يليه إلى مستوى الضِعف.. وبشكل متواصل، فالناس تعودت رؤية الهلال بطلا في كل الملاعب، وفي كل النهائيات عن جدارة وعن فن، وعن ثقة عالية، دون أن تتوقف انتصاراته على لاعب أو مدرب أو رئيس، وبالتالي ليس هذا جديد الأمس في مكة المكرمة، فالهلال فاز بلقب استحقه، وإنما الجديد الذي فرضه هذا اللقب أو البطولة الحادية والخمسين في تاريخه، هو كم من الزمن قد تحتاج الكرة السعودية كي تصنع فريقا منافسا للهلال.. في السنوات العشر المقبلة؟ على أن يكون هذا المنافس الجديد في مستوى الهلال فعلا، أو على الأقل يأخذ من جسارته وهيبته وروحه الخاصة وشبهه الفني نصفاً من الأربعين، ولديه الجاهزية أن يذهب إلى كل مدينة كي يلعب في كل موسم نهائي جديد.. ويكلل بالذهب، فالهلال بعد أيام سيضيف اللقب الثاني والخمسين إلى سجله البطولي، وربما يختم الموسم بلقب ثالث عطفا على تكامليته وقدرته الأدائية المذهلة في كسب الرهانات تباعا، وهناك من يسابق الوقت للحصول على المركز الثالث أو الرابع، وهناك من تكالبت عليه السنوات ولم يحقق شيئا، وقد لايحقق أي شيء على الإطلاق، وإنجارات الهلال متواصلة مع كل إدارة جديدة، ومع كل مدرب جديد تتاح له فرصة العمل في الهلال، دون أن تتعطل مسيرة هذا الفريق أو تتأثر، حتى على مستوى اللاعبين، فروح الهلال الخاصة أصبحت أكثر تأثيرا فيهم من حقيقة اللعب من أجل الاحتفاظ بالمركز، لذلك مسألة التفكير في خلق منافس جديد للهلال لاتعني إلغاء وجود فرق طموحة على خارطة الكرة السعودية تتطلع أن تكون هي الهلال، لكن هذه التطلعات لايمكن أن تكون واقعا ما لم ترتفع وتيرة الغيرة من نجاحات الهلال، أوعلى الأقل أن تتعلم الأندية الكثير من جن الملاعب، خصوصا فيما يتعلق بالعمل الإيجابي المثمر الذي يجلب البطولات، لأن الفارق أصبح كبيرا للغاية.