|


سعد المطرفي
الاستثمار في حارتكم
2011-05-01
علاقة الجوار بين الوحدة والندوة انتهت، أو هي في طريقها إلى النهاية بعد بضعة أشهر، وربما هذا الأمر سيسعد المتشائمين من هذا الجوار كثيرا، خصوصا أن الجارين العريقين قد تقاسما معا ويلات التراجع والديون المتراكمة والبعد عن التقدم  فترات زمنية قاسية، فمبنى الندوة ومساحة الأرض سيتم بيعهما خلال الفترة المقبلة بخمسة عشر مليون ريال بعد أن تم تقييمهما بهذا السعر، وهو رقم أقل من قيمة انتقال كامل المر والموسى للأهلي، لكنه يعتبر منطقياً  ومقبولاً من حيث التقييم السعري، فالحي الذي يقع فيه الجاران غير حيوي، وعوائده الاقتصادية غير مشجعة على الإطلاق، ويقع خارج حدود الحرم، وبعيد جدا عن الأحياء التي تفرخ النجوم، وبعيداً جدا عن المدينة الرياضية، لذلك أشك كثيرا في مصداقية  الجدوى الاقتصادية  التي على ضوئها قررت إدارة الوحدة استثمار مقر النادي لإقامة مشاريع جديدة ذات عوائد مضمونة، ومن بين ذلك إنشاء فندق سكني ومحلات تجارية،  فما أعلمه على اليقين أن أعلى سعر سنوي  لتأجير المحلات المتوسطة المساحة على الطريق العام هناك  لايتجاوز مرتب لاعب محلي  محترف خلال شهر واحد، لهذا أخشى أن تكون تلك المشاريع المزعومة ما هي إلا مدخل جديد نحو إغراق نادي الوحدة في مزيد من الديون المتراكمة على كاهله منذ سنوات، حتى إذا ما تم تخصيص الأندية يوما ما يكون إجمالي الدين الخاص على النادي بمثابة غول يمنع الناس من الاستثمار فيه، لأنه لا أحد يريد شراء ديون الآخرين  ويفكر في الربح، وقرار حماية نادي الوحدة من مثل هذه الأخطاء مسئولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب  وليس أي جهة أخرى، وإذا  كان من بيدهم الحل والربط في الوحدة مصرين على الاستثمار بهذه العجلة، فمن الأولى استثمار بناية الروضة القريبة من الحرم ومن مشعر منى التي اشتراها الدكتور يماني (رحمه الله) من تبرع الملك  عبدالله  السخي لنادي الوحدة قبل عامين، فهذه البناية بدون أي دراسة يمكن أن تحقق دخلا سنويا للوحدة لايقل عن خمسة ملايين ريال بعد خصم تكلفة البناء لو شُيدت كفندق ثلاثة نجوم، أما ضخ مزيد من الأموال في مقر النادي بحي العمرة تحت بند الاستثمار فهو مجازفة خسرانه مئة بالمائة  سواء كانت من حساب رئيس النادي أو من التبرعات التي ستجمع الأسبوع المقبل.